بازگشت

التشأم من الأيام


و ناهض الاسلام جميع عادات الجاهلية و تقاليدها، و كان من بين ما ناهضه التشأم من الأيام، و هي الفكرة التي آمن بها المجتمع الجاهلي، فانها لا تجلب خيرا، و لا تدفع شرا، فان مجريات الأحداث بيد الله تعالي خالق الكون و واهب الحياة، و لنستمع الي ما قاله الامام أبوالحسن الهادي عليه السلام في ذلك. روي الحسن بن مسعود [1] قال: دخلت علي أبي الحسن علي بن محمد عليه السلام و قد نكبت [2] اصبعي، و تلقاني راكب، و صدم كتفي و دخلت في زحمة، فخرقوا علي بعض ثيابي، فقلت: كفاني الله شرك من يوم فما ايشمك [3] فقال عليه السلام: لي يا حسن هذا و أنت تغشانا، ترمي بذنبك من لا ذنب له، قال الحسن فأثاب الي عقلي، و تبينت خطأي، فقلت: يا مولاي استغفر الله، فقال: يا حسن ما ذنب الأيام حتي صرتم تتشئمون منها اذا جوزيتم بأعمالكم فيها، قال الحسن: أنا استغفر أبدا، و هي توبتي يا ابن رسول الله، قال عليه السلام: و الله ما ينفعكم، و لكن الله يعاقبكم بذمها علي ما لا ذم عليها فيه، اما علمت يا حسن ان الله هو المثيب و المعاقب و المجازي بالاعمال عاجلة وآجلة، قلت: بلي يا مولاي، قال عليه السلام: لا تعد و لا تجعل للايام صنعا في حكم الله، قال الحسن:



[ صفحه 153]



بلي يا مولاي [4] .

لقد أكد الامام (ع) ما اعلنه النبي (ص) في حديث الرفع من أنه ليس من الاسلام في شي ء أن يكون المسلم متشائما، و انما عليه أن يكون قوي العزيمة صلب الارادة لا يثنيه شي ء الا أن يقدم علي عمل غير مشروع.


پاورقي

[1] لم يوجد في كتب الرجال من سمي بهذا الاسم من أصحاب الامام أبي الحسن عليه السلام و لعل الصحيح هو الحسين بن سعيد الأهوازي، و سنذكر ترجمته عند التحدث عن أصحاب الامام و رواة حديثه.

[2] نكبت: أي خدشت.

[3] كذا جاء و لعل الصحيح (فما أشأمك).

[4] تحف العقول (ص 483-482).