بازگشت

خلع المستعين


و تنكر الأتراك للمستعين، و خافوا منه، و كان قد قصد بغداد فأرسلوا اليه يطلبون منه الرجوع الي سامراء فأبي و مضي ميمما وجهه نحو بغداد، فبادروا الي خلعه، و أخرجوا المعتز من السجن، و بايعوه خليفة، و جهزوا جيشا مكثفا لاحتلال بغداد، و قد تصادم الجيشان، و مني كل منهما بخسائر فادحة في الأرواح، و استمر الحرب بينهما، ولكنهم أخيرا اتفقوا علي أن يقوم المستعين بخلع نفسه و تسليم الخلافة الي المعتز بشروط اتفقوا عليها، و سلم المستعين الخلافة الي المعتز الا انه لم يف بالشروط التي عليه، و أودعه في سجن واسط، فأقام به تسعة أشهر، و أوجس الأتراك منه خيفة و هو في السجن فأخرجوه منه، وجي ء به الي سامراء، فندب المعتز حاجبه سعيد الي قتله فقتله، و كان له من العمر واحدا و ثلاثين سنة [1] و قد وصفه صاحب الفخري بأنه كان مستضعفا في رأيه و عقله و تدبيره، و ان أيام حكمه كانت كثيرة الفتن، و دولته شديدة الاضطراب [2] .

أما حكومة المعتز فسنتحدث عنها في البحوث الآتية لأن الامام عليه السلام قد استشهد فيها، و بهذا ينتهي بنا الحديث عن اقامة الامام في سامراء.



[ صفحه 283]




پاورقي

[1] تاريخ الخلفاء (ص 359-358).

[2] الفخري (ص 222).