محمد بن صالح
ينتهي نسبه الشريف الي الامام الزكي الحسن بن علي سيد شباب أهل الجنة و ريحانة رسول الله صلي الله عليه و آله و كان السيد محمد من مفاخر الأسرة النبوية فضلا و ادبا و شجاعة، حبسه الطاغية المتوكل في سر من رأي [1] و قد نظم و هو في السجن هذه الأبيات الرقيقة التي مثلت مدي آلامه و أحزانه يقول:
طرب الفؤاد و عاودت أحزانه
و تشعبت شعبا به اشجانه
و بدا له من بعدما اندمل الهوي
برق تألق موهنا لمعانه
[ صفحه 297]
يبدو كحاشية الرداء و دونه
صعب الذرا متمنع اركانه
فدنا لينظر اين لاح فلم يطق
نظرا اليه ورده سبحانه
فالنار ما اشتملت عليه ضلوعه
و الماء ما سحت به اجفانه
ثم استعاذ من القبيح ورده
نحو العزاء عن الصبا ايقانه
و بدا له ان الذي قد ناله
ما كان قدره له ديانه
حتي استقر ضميره و كأنما
هتك العلائق عامل و سنانه
يا قلب لا يذهب بحلمك باخل
بالنيل باذل تافه منانه
يعد القضاء و ليس ينجز موعا
و يكون قبل قضائه ليانه
خذل الشوي حسن القوام مخصر
عذب لماه طيب أردانه
واقنع بما قسم الاله فأمره
ما لا يزال عن الفتي اتيانه
و البؤس فان لا يدوم كما مضي
عصر النعيم و زال عنك اوانه [2] .
و كما صورت هذه الأبيات اشجانه و مآسيه فانها صورة ايمانه العميق بالله و التسليم لقضائه، و الالتجاء اليه في جميع مهماته... و لهذا السيد الجليل تراث رائع ذكره المترجمون له.
پاورقي
[1] مقاتل الطالبيين (ص 600).
[2] مقاتل الطالبيين (ص 602-601).