تذمر المسلمين
و تذمر المسلمون كأشد ما يكون التذمر من المتوكل، و سبوه في الأندية و المجالس و كتبوا علي المساجد و الجدران، في شوارع بغداد و غيرها، و قد شاعت في جميع الأوساط هذه الأبيات و حفظها الناس و هي لشاعر أخفي اسمه خوفا من السلطة قيل: انها لابن السكيت و قيل انها للبسامي [1] و قيل لغيرهما و هي:
تالله ان كانت أمية قد أتت
قتل ابن بنت نبيها مظلوما
فلقد أتي بنو أبيه بمثله
هذا لعمرك قبره مهدوما
أسفوا علي أن لا يكونوا شاركوا
في قتله فتتبعوه رميما [2] .
[ صفحه 305]
لقد زاد العباسيون علي ما فعله اخوانهم الامويون في ظلم العلويين و التنكيل بهم، و من الحق ان الأمويين علي ما فيهم من شدة و قسوة فانهم أشرف بكثير و أنبل من أكثر ملوك بني العباس فقد كانت لبعضهم من الفواضل ما ليست لمؤسس دولتهم المنصور الدوانيقي، كما يقول الامام الصادق عليه السلام، و بهذا ينتهي بنا الحديث عن الحياة السياسية في عصر الامام أبي الحسن الهادي عليه السلام.
پاورقي
[1] فوات الوفيات 1 / 203.
[2] اخبار الدول (ص 159) تاريخ الخلفاء (ص 347).