المقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام علي سيد الأنبياء و المرسلين محمد و آله الطيبين الطاهرين المعصومين.
و اللعن الدائم علي اعدائهم أجمعين من الآن الي قيام يوم الدين:
أما بعد: فهذا هو الكتاب المسمي ب:
جزاء اعداء
الامام الهادي - صلوات الله تعالي عليه -
في دار الدنيا
و هو الجزء السابع عشر من موسوعة:
جزاء الأعمال في دار الدنيا
أسأل الله العلي القدير أن يجعل هذا السعي اليسير و الاقدام الأقل من القليل خالصا لكريم وجهه و احياءا لأمر أهل بيته.
و اقتصاصا لآثارهم و مذاكرة لأحاديثهم و تخليدا لذكرهم و ذريعة للتمسك بولائهم (صلوات الله و سلامه تعالي عليهم). و البراءة من اعدائهم.
[ صفحه 4]
و أسأله عز و جل - بحقهم - أن يرزقني البركة و الخير و الثواب و الأجر عليه.
و ينفعني به - يوم - لا ينفع مال و لا بنون الا من أتي الله بقلب سليم.
و أسأله تعالي أن يشارك - في أجره و ثوابه -: والدي و والدتي و أهلي و اساتذتي و مشائخ اجازتي و من كان له حق علي.
و كذلك: من يساهم في طبع و نشر هذا التراث المنيف و يؤيد المؤلف في استمرار هذا الطريق الشريف.
التنبيه علي امور:
1 - الأحاديث المذكورة في هذا الكتاب انما هي منقولة من (110) كتابا [1] تعد مصادر موسوعة: جزاء الأعمال في دار الدنيا
2 - اسم هذا الكتاب الشريف مقتبس من بعض عناوينه المذكورة فيه. و انما هو من قبيل: تسمية الشي ء بأسم بعض اجزاءه.
و هذا لا يعني أن كل من ذكر أسمه في هذا الكتاب - و اصابه من الجزاء ما اصابه - يعد من جملة اعداء الامام الهادي - صلوات الله تعالي عليه -.
اذ تري - أيها القاري ء العزيز - في طوايا هذا الكتاب الشريف اخبارا و احاديث تتعلق ببعض اشخاص مؤمنين - و لم يكونوا من جملة اعداء الامام عليه السلام - بل انما اصابهم من الجزاء ما اصابهم. لمخالفتهم أمر
[ صفحه 5]
الامام عليه السلام و عدم اعتنائهم بما اشار عليه السلام به اليهم.
و ابائهم عن قبول نصائحه عليه السلام، و ارشاداته عليه السلام - لهم - فلا تغفل -.
و قد قال الامام الهادي عليه السلام: اذا خالف المؤمن ما أمر به... لم يأمن أن تصيبه عقوبة الخلاف [2] .
فأمثال هؤلاء الاشخاص - و ان لم يكونوا من جملة اعداء الامام عليه السلام. و لم يعدوا من المعاندين و المخالفين له عليه السلام - و لكنهم لما خالفوا امره عليه السلام و لم يقبلوا نصيحته و ارشاداته عليه السلام اصابهم من الجزاء ما اصابهم.
و قد تري - أيها العزيز - في طوايا هذا الكتاب الشريف أحاديث تذكر فيها جزاء بعض المنسوبين الي الذرية الطيبة، لما صدر منهم من التجاسر الي ساحة الامام المعصوم - صلوات الله تعالي عليه - و عدم انقيادهم لمقامه الالهي و منصبه الرباني.
و لتمرد بعضهم علي الامام عليه السلام و انتهاكهم لحرمته المقدسة و تجرئهم عليه عليه السلام. - حسدا لمقاماته العالية و حقدا لمراتبه السامية -.
و ادعاء بعضهم الامامة بغير حق و سعاية بعض آخر منهم بالامام - صلوات الله تعالي عليه - الي الحكام و الظلمة و الطغاة. - طمعا في حطام الدنيا الدنية و سعيا لأخماد نور شمس الامامة النيرة المشرقة -.
و قال تعالي: (يريدون ليطفؤوا نور الله بأفواههم و الله متم نوره...) و قال تعالي: (و يأبي الله الا أن يتم نوره و لو كره الكافرون).
[ صفحه 6]
و قد قال الامام الصادق عليه السلام: ليس منا احد الا و له عدو من اهل بيته [3] .
و معلوم ان مرارة امثال هذه الظلامات - التي صدرت من بعض هؤلاء المنسوبين - كانت اشد أمر و اصعب علي الامام - صلوات الله تعالي عليه - مما صدر - أمثال ذلك - من غيرهم.
اذ: حسنات الابرار سيئات المقربين.
و قال الامام السجاد - صلوات الله تعالي عليه -:
لمحسننا كفلان من الأجر و لمسيئنا ضعفان من العذاب.
كما جاء في قوله تعالي: (يضاعف لها العذاب ضعفين).
و قوله تعالي: (انه ليس من أهلك. انه عمل غير صالح).
و جاء في الحديث - في ذيل هذه الآية -... فأخرجه الله عز و جل أن يكون من أهله - بمعصيته -.
فأذا لا مجاملة و لا مماشاة و لا مسامحة في هذا المجال.
و ان الله تعالي لا يستحي من الحق.
كما جاء في الحديث: عدو محمد صلي الله عليه و آله من عصي الله و ان كان سيدا قرشيا. و ولي محمد صلي الله عليه و آله من اطاع الله و لو كان عبدا حبشيا.
و كما جاء في حديث آخر: من خالف دين الله. فأبرء منه كائنا من كان. من أي قبيلة كان.
و من عادي الله فلا تواله. كائنا من كان. من أي قبيلة كان.
[ صفحه 7]
و قال الامام الرضا - صلوات الله تعالي عليه -: من لم يتق الله و لم يراقبه. فليس منا و لسنا منه.
نعم. وردت هناك روايات و أحاديث تومي ء و تشير الي أن كثيرا من أمثال هؤلاء المنسوبين الي الذرية الطيبة. تشملهم حسن العاقبة و لا يموتون الا تائبين.
كما جاء في التوقيع الشريف:
و اما سبيل عمي جعفر.. فسبيل اخوة يوسف.
و انما تعرضنا لهذا التنبيه - ههنا - دفعا لتوهم بعض الاشخاص و جوابا لشبهة - قد ربما - تتبادر في ذهن بعض الافراد.
و توضيحا لأشكال و اعتراض - قد ربما نواجهه - من قبل بعض من التفت الي اسم الكتاب و عنوانه. ثم اطلع علي محتوياته و مضامينه.
و قد قال اميرالمؤمنين - صلوات الله تعالي عليه -:
الحق لا يعرف بالرجال. فأعرف الحق تعرف أهله.
3 - تسهيلا للعثور علي الجزاء المذكور في الحديث و الخبر و اطلاعا علي المعاقبة التي عوقب بها.
كتبنا ما يتعلق بالجزاء و المعاقبة بخط اوضح. حتي يتميز ذلك من متن الخبر.
[ صفحه 8]
4 - نستغفر الله تبارك و تعالي و نستميح ساحة الامام الهادي - صلوات الله تعالي عليه - المقدسة. من نقل بعض الألفاظ التي تجاسر بها - بعض الخبثاء من الاعداء - لساحة الامام الهادي - صلوات الله تعالي عليه - المقدسة الألهية المعصومة الطاهرة - و درجها في هذا الكتاب و تكرار الألفاظ النابية التي تجاسر بها هؤلاء المتجاسرون.
و انما اوردنا تلك الاحاديث و الأخبار كما جاءت في مصادرها و ذكرت في مظانها. من دون تغيير أو تصرف أو تبديل - من قبلنا - فيها.
5 - لا يدعي مؤلف هذا التأليف بأنه ذكر جميع الأحاديث في الأبواب المناسبة لها. و تحت العناوين التي تليقها.
و يعترف - بداية - بأنه قد لم يذكر بعض الأحاديث المناسبة لموضوع هذا التأليف في أبوابها - غفلة و سهوا و خطاءا منه -.
اذ الانسان محل الخطأ و السهو و النسيان.
و العصمة مخصوصة بأهلها - عليهم صلوات الرحمن -.
و هذا لا يكون الا لوسع نطاق هذا الموضوع العزيز و عجز هذا المؤلف الفقير من التتبع الكامل في هذا المجال.
فلذا يدرج في آخر مجلدات هذه الموسوعة باب بعنوان:
- الاستدراكات -
و هو متضمن للأحاديث التي لم تذكر - أحيانا - في أبوابها المناسبة لها. رغم وجودها في المصادر.
- ان شاء الله تعالي - بحق محمد و آله المعصومين - صلوات الله و سلامه تعالي عليهم أجميعن -.
العبد الفقير الي رحمة ربه الغني
السيد هاشم الناجي الموسوي الجزائري
[ صفحه 11]
پاورقي
[1] و اسماء هذه المصادر مندرجة - علي ترتيب حروف الهجاء - في قائمة مذكورة في آخر هذا الكتاب المستطاب - فراجع ثمة -.
[2] تحف العقول: ص 483.
[3] الاحتجاج: ج 2 ص 300.