فتح بن خاقان
33 - ان المتوكل امر الفتح [1] بسب (الامام ابي الحسن الهادي عليه السلام).
فذكر الفتح له عليه السلام ذلك.
فقال عليه السلام: قل له [2] : تمتعوا في داركم ثلاثة ايام - الآية -.
فأنهي [3] ذلك الي المتوكل.
[ صفحه 61]
فقال: اقتله [4] - بعد ثلاثة أيام -.
فلما كان اليوم الثالث. قتل المتوكل و الفتح [5] .
34 - عن زرافة - حاجب [6] المتوكل - و كان شيعيا - انه [7] قال: كان المتوكل يحظي [8] الفتح بن خاقان - عنده - [9] و قربه [10] منه [11] دون الناس جميعا و دون ولده و اهله [12] .
اراد [13] أن يبين موضعه [14] عندهم.
فأمر جميع [15] مملكته من الاشراف من أهله و غيرهم [16] .
[ صفحه 62]
و الوزراء و الامراء [17] و القواد و سائر العساكر [18] و وجوه الناس [19] أن [20] يزينوا [21] بأحسن [22] التزيين. و يظهروا في افخر عددهم و ذخائرهم.
و يخرجوا مشاة - بين يديه - و أن لا يركب احد. الا هو و الفتح بن خاقان - خاصة - بسر من رأي [23] .
و مشي [24] الناس بين ايديهما - علي مراتبهم - رجالة.
و كان يوما قائظا [25] شديد الحر [26] .
و اخرجوا - في جملة الأشراف - اباالحسن علي بن محمد عليهماالسلام [27] .
و شق [28] عليه عليه السلام ما لقيه من الحر و الزحمة [29] .
[ صفحه 63]
قال زرافة: فأقبلت اليه عليه السلام.
و قلت له [30] : - يا سيدي - [31] يعز - و الله - علي ما تلقي من هذه الطغاة [32] !! و ما قد [33] تكلفته من المشقة.!!
و اخذت بيده عليه السلام.
فتوكأ عليه السلام علي.
و قال عليه السلام [34] : - يا زرافة - ما ناقة صالح - عند الله - بأكرم مني.!!
- أو قال عليه السلام: بأعظم قدرا مني - [35] .
و لم ازل [36] اسائله و استفيد منه و [37] احادثه الي أن نزل المتوكل من الركوب و امر الناس بالانصراف.
فقدمت اليهم دوابهم.
فركبوا [38] الي منازلهم.
[ صفحه 64]
و قدمت [39] بغلة له عليه السلام [40] .
فركبها.
و ركبت [41] معه الي داره.
فنزل عليه السلام.
و ودعته [42] و انصرفت الي داري.
[43] و لولدي مؤدب يتشيع - من أهل العلم و الفضل -.
و كانت لي عادة. بأحضاره - عند الطعام - فحضر عند ذلك.
و تجارينا الحديث و ما جري من ركوب المتوكل و الفتح و مشي الاشراف و ذوي الأقدار [44] - بين ايديهما -.
و ذكرت له ما شاهدته من ابي الحسن علي بن محمد عليهماالسلام. و ما سمعته من [45] قوله عليه السلام: ما ناقة صالح عند الله [46] بأعظم
[ صفحه 65]
قدرا مني!
و كان المؤدب يأكل معي.
فرفع يده و قال: - بالله - انك [47] سمعت هذا اللفظ منه؟!
فقلت [48] له: - و الله - اني [49] سمعته يقوله [50] .
فقال لي: اعلم. أن المتوكل لا يبقي - في مملكته - اكثر من ثلاثة أيام. و يهلك.
فأنظر في امرك.
و احرز ما تريد احرازه.
و تأهب لأمرك.
كي لا يفجؤكم هلاك هذا الرجل.
فتهلك اموالكم بحادثة - تحدث - أو سبب يجري - [51] .
فقلت له [52] من [53] اين لك [54] ذلك؟ [55] .
[ صفحه 66]
فقال لي [56] : اما قرأت القرآن في قصة صالح عليه السلام و [57] الناقة!؟ و قوله تعالي: (تمتعوا في داركم ثلاثة ايام ذلك وعد غير مكذوب)؟!
و لا يجوز أن يبطل [58] قول الامام عليه السلام.
قال زرافة: ف - و الله - ما [59] جاء اليوم الثالث. حتي هجم المنتصر - و معه بغاء [60] و وصيف و الأتراك - علي المتوكل.
فقتلوه و قطعوه. و الفتح بن خاقان - جميعا - قطعا.
حتي لم يعرف احدهما من الآخر. و ازال الله نعمته و مملكته.
قال زرافة [61] : فلقيت [62] الامام اباالحسن عليه السلام - بعد ذلك -
[ صفحه 67]
و عرفته عليه السلام ما جري مع المؤدب و ما قاله.
فقال عليه السلام: صدق [63] .
انه لما بلغ مني الجهد. رجعت الي كنوز - نتوارثها من آبائنا - هي اعز من الحصون و السلاح و الجنن.
و هو دعاء المظلوم علي الظالم.
فدعوت به [64] عليه.
فأهلكه الله تعالي [65] [66] .
فقلت له [67] عليه السلام: - يا سيدي - ان رأيت ان تعلمنيه.؟!
فعلمنيه [68] [69] [70] ...
[ صفحه 68]
پاورقي
[1] هو الوزير ابومحمد التركي. عاش في زمن المتوكل.
فوض اليه امرة الشام. و قتل مع المتوكل (نقل عن هامش الخرائج).
قال المسعودي: كان الفتح بن خاقان التركي - مولي المتوكل - اغلب الناس عليه و اكثرهم تقدما عنده (نقلا عن هامش بحارالانوار: ج 50 ص 198).
(و قال الامام الهادي صلوات الله تعالي عليه - في شأن فتح بن خاقان - ضمن حديث حوله):... انه يوالينا بظاهره و يجانبا بباطنه (الامالي للشيخ الطوسي عليه الرحمة -: ص 286).
[2] في بحارالانوار بدون كلمة: له.
[3] في بحارالانورا: و انهي.
[4] أي قال المتوكل علي اللعنة - لفتح بن خاقان - عليه اللعنة -: أن يقتل الامام الهادي صلوات الله تعالي عليه.
[5] المناقب: ج 4 ص 407 و بحارالانوار: ج 50 ص 204 نقله عن المناقب.
[6] في هامش جنة الامان - المصباح - للشيخ الكفعمي - رحمة الله تعالي عليه ص 286 -: صاحب المتوكل.
[7] ما بين النجمتين لم يذكر في هامش المصباح.
[8] في بحارالانوار: لحظوة الفتح.
[9] في هامش المصباح بدون كلمة: عنده.
[10] في بحارالانوار: و قربه (بدون تشديد). و في هامش المصباح: يقربه.
[11] في هامش المصباح بدون كلمة: منه.
[12] في هامش المصباح: و دون اهله و ولده.
[13] في بحارالانوار: واراد.
و في هامش المصباح: فأراد.
[14] في هامش المصباح: منزلته عندهم.
[15] في هامش المصباح: جميع اهل مملكته.
[16] ما بين النجمتين لم يذكر في هامش المصباح.
[17] في هامش المصباح: و الامراء و الوزراء.
[18] في هامش المصباح: و سائر العسكر.
[19] ما بين النجمتين لم يذكر في هامش المصباح.
[20] في هامش المصباح: بأن.
[21] في هامش المصباح: يتزينوا.
[22] في هامش المصباح: بأحسن زينة. و أن يمشوا بين يديه - الي مكان عينه لهم - و لا يركب احد - الا هو و الفتح بن خاقان - خاصة - فمشي الناس.
[23] ما بين النجمتين لم يذكر في هامش المصباح.
[24] في هامش المصباح: فمشي.
[25] في هامش المصباح بدون كلمة: قائظا.
[26] في هامش المصباح:... شديد الحر. و كان من جملة الرجال. الهادي عليه السلام.
[27] ما بين النجمات الثلاث لم يذكر في هامش المصباح.
[28] في هامش المصباح: فشق.
[29] في مهج الدعوات: الرحمة (و هو سهو مطبعي ظاهر).
[30] من هامش المصباح بدون كلمة: له.
[31] في هامش المصباح: يعز علي - و الله - يا سيدي.
[32] في هامش المصباح: من هذه الطاغية.
[33] في هامش المصباح بدون كلمة: قد.
[34] في هامش المصباح: فقال عليه السلام: - و الله - ما ناقة صالح عليه السلام باعظم قدرا مني.
ثم لم ازل...
[35] و الترديد - ههنا - من زرافة - ظاهرا - و هو الراوي للخبر.
[36] في هامش المصباح: ثم لم ازل.
[37] ما بين النجمتين لم يذكر في هامش المصباح.
[38] في هامش المصباح: فركبوها.
[39] في هامش المصباح: و قدمت للهادي عليه السلام.
[40] في هامش المصباح بدون كلمة: له.
[41] في مهج الدعوات: فركبت.
[42] في هامش المصباح: فودعته.
[43] في هامش المصباح هكذا: فحضر عندي مؤدب - كان لولدي - يتشيع.
فحادثنا حديث المتوكل و الفتح. و مشي ذوي الاقدار - بين ايديهما - و ذكرت له ما سمعته من قول الهادي عليه السلام: - ما ناقة صالح بأعظم قدرا مني -.
[44] في مهج الدعوات: ذوي الاقتدار. (و ذلك سهو مطبعي ظاهر).
[45] في مهج الدعوات: عن قوله.
[46] في مهج الدعوات: عندي (و ذلك سهو مطبعي ظاهر).
[47] في هامش المصباح بدون كلمة: انك.
[48] في هامش المصباح: فقلت: اي - و الله -.
فقال: اعلم.
[49] في مهج الدعوات بدون كلمه: اني.
[50] في مهج الدعوات: يقول.
[51] ما بين النجمتين لم يذكر في هامش المصباح.
[52] في هامش المصباح بدون كلمة: له.
[53] في هامش المصباح: و من.
[54] في هامش المصباح بدون كلمة: لك.
[55] في مهج الدعوات بدون كلمة: ذلك.
[56] في مهج الدعوات بدون كلمة: لي.
و في هامش المصباح: فقال: الله يقول في قصة صالح عليه السلام: تمتعوا...
[57] ما بين النجمتين لم يذكر في بحارالانوار.
[58] في بحارالانوار: تبطل.
[59] في هامش المصباح: ما مضت ثلاثة ايام حتي هجم المنتصر - و معه الأتراك - علي المتوكل و الفتح.
فقطعوهما - قطعا - - لا يعرف احدهما من الآخر -.
و ازال الله نعمة المتوكل و مملكته.
[60] قال المسعودي: كان بغاء من الاتراك - من غلمان المعتصم - يشهد الحروب العظام. يباشرها بنفسه فيخرج منها سالما و لم يكن يلبس علي بدنه شيئا من الحديد... و كان بغا كثير التعطف و البر علي الطالبيين... (بحارالانوار: ج 50 ص 218 و 219 نقله عن مروج الذهب).
[61] ما بين النجمتين لم يذكر في بحارالانوار و مهج الدعوات.
[62] في هامش المصباح: فلقيت - بعد ذلك - الهادي عليه السلام. و حكيت له عليه السلام ما جري لي مع المؤدب.
[63] ما بين النجمتين لم يذكر في هامش المصباح.
[64] في هامش المصباح بدون كلمة: به.
[65] في مهج الدعوات و بحارالانوار بدون كلمة: تعالي.
[66] في هامش المصباح يتم الخبر ههنا.
[67] في بحارالانوار بدون كلمة: له.
[68] و في بحارالانوار يتم الخبر ههنا.
[69] مهج الدعوات: ص 319 الي 320 و بحارالانوار: ج 50 ص 192 و 193 نقله عن: مهج الدعوات و هامش جنة الامان - المصباح - للشيخ الكفعمي - رحمة الله تعالي عليه - ص 286 و 287 (نقله عن: مهج الدعوات).
[70] و الدعاء طويل جدا.
فمن اراد الاطلاع عليه فليراجع حديث رقم - 56 - من هذا الكتاب - ان شاء الله تعالي -.