بازگشت

الجهل بحقيقة الموت


1 - روي الشيخ الصدوق بالاسناد عن الامام أبي الحسن الهادي عليه السلام، قال: قيل لمحمد بن علي بن موسي صلوات الله عليه: ما بال هؤلاء المسلمين يكرهون الموت؟

فقال عليه السلام: لأنهم جهلوه فكرهوه، و لو عرفوه و كانوا من أولياء الله عزوجل لأحبوه، و لعلموا أن الآخرة خير من الدنيا.



[ صفحه 246]



ثم قال عليه السلام: يا أباعبدالله [1] ، ما بال الصبي و المجنون يمتنعان عن الدواء المنقي لبدنهما، و النافي للألم عنهما؟ قال: لجهلهما بنفع الدواء.

فقال عليه السلام: و الذي بعث محمدا بالحق نبيا، ان من استعد للموت حق الاستعداد، فهو أنفع له من هذا الدواء لهذا المتعالج، أما انهم لو عرفوا ما يؤدي اليه الموت من النعيم لاستدعوه و أحبوه أشد ما يستدعي العاقل الحازم الدواء لدفع الآفات و جلب السلامة. [2] .

2 - و أعرب الامام عليه السلام في حديث آخر عن واقع الموت و حقيقته، و أنه ينبغي للمؤمن اذا نزل بساحته أن لا يحزن و لا يجزع، فقد روي الشيخ الصدوق رحمه الله بالاسناد عن أبي محمد الحسن بن علي العسكري عليه السلام، قال: دخل علي بن محمد عليه السلام علي مريض من أصحابه، و هو يبكي و يجزع من الموت، فقال عليه السلام له: يا عبدالله، تخاف من الموت لأنك لا تعرفه، أرأيتك اذا اتسخت و تقذرت و تأذيت من كثرة القذر و الوسخ عليك، و أصابك قروح و جرب، و علمت أن الغسل في حمام يزيل ذلك كله، أما تريد أن تدخله فتغسل ذلك عنك، أو تكره أن تدخله فيبقي ذلك عليك؟

فقال: بلي يابن رسول الله.

قال الامام عليه السلام: فذلك الموت هو ذلك الحمام، و هو آخر ما بقي عليك من تمحيص ذنوبك و تنقيتك من سيئاتك،، فاذا أنت وردت عليه و حاورته، فقد نجوت



[ صفحه 247]



من كل هم و غم و أذي، و وصلت الي كل سرور و فرح. فسكن الرجل و نشط و استسلم، و غمض عين نفسه، و مضي لسبيله. [3] .


پاورقي

[1] المراد أحد أصحابه عليه السلام.

[2] بحارالأنوار 12 / 156: 6.

[3] بحارالأنوار 13 / 156: 6.