بازگشت

اجوبة الامام علي بن محمد عن مسائل ابن أكثم عن آيات من القرآن الحكيم


قال عليه السلام: اكتب اليه، قلت: و ما أكتب، قال: اكتب بسم الله الرحمن الرحيم و انت فالهمك الله الرشد اتاني كتابك فامتحنتنا به من تعنتك لتجد الي الطعن سبيلا ان قصرنا فيها، والله يكافيك علي نيتك و قد شرحنا مسائلك فاصغ اليها سمعك و ذلل لها فهمك و اشغل بها قلبك، فقد لزمتك الحجة و السلام.

ج 1 - سألت: عن قول الله جل و عز: (قال الذي عنده علم من الكتاب) فهو آصف ابن برخيا و لم يعجز سليمان عليه السلام عن معرفة ما عرف آصف لكنه صلوات الله عليه أحب أن يعرف امته من الجن و الانس انه الحجة من بعده، و ذلك من علم سليمان عليه السلام اودعه عند آصف بأمر الله، ففهمه ذلك لئلا يختلف عليه في امامته و دلالته كما فهم سليمان عليه السلام في حياة داود عليه السلام لتعرف نبوته و امامته من بعده لتأكد الحجة علي الخلق.

2 - و أما سجود يعقوب عليه السلام و ولده كان طاعة لله و محبة ليوسف عليه السلام كما أن السجود من الملائكة لآدم عليه السلام لم يكن



[ صفحه 76]



لآدم عليه السلام و انما كان ذلك طاعة لله و محبة منهم لآدم عليه السلام فسجود يعقوب عليه السلام و ولده يوسف عليه السلام معهم كان شكرالله باجتماع شملهم، الم تره يقول في شكره ذلك الوقت: (رب قد أتيتني من الملك و علمتني من تأويل الأحاديث - الي آخر الآية -). [1] .

3 - و أما قوله: (فان كنت في شك مما انزلنا اليك فاسأل الذين يقرؤون الكتاب) فان المخاطب به رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و لم يكن في شك مما انزل اليه ولكن قالت الجهلة. كيف لم يبعث الله نبيا من الملائكة، اذ لم يفرق بين نبيه و بيننا في الاستغناء عن المآكل و المشارب و المشي في الأسواق، فأوحي الله الي نبيه (فاسأل الذين يقرؤون الكتاب) بمحضر الجهلة، هل بعث الله رسولا قبلك الا و هو يأكل الطعام و يمشي في الأسواق و لك بهم اسوة. و انما قال. (فان كنت في شك) و لم يكن شك ولكن للنصفة كما قال: (تعالوا ندع ابناءنا و ابناءكم و نساءنا و نساءكم و انفسنا و انفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله علي الكاذبين) [2] ولو قال. عليكم لم يجيبوا الي المباهلة و قد علم الله أن نبيه يؤدي عنه رسالاته و ما هو من الكاذبين، فكذلك عرف النبي أنه صادق فيما يقول ولكن أحب أن ينصف من نفسه.

4 - و أما قوله: (ولو أن ما في الأرض من شجرة اقلام و البحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله) فهو كذلك لو أن أشجار الدنيا اقلام و البحر يمده سبعة أبحر و انفجرت الأرض عيونا لنفدت قبل أن تنفد كلمات الله و هي عين الكبريت و عين النمر و عين (ال) برهوت و عين طبرية و حمة ما سبندان و حمة افريقية يدعي لسان [3] و عين بحرون، و نحن كلمات الله التي لا تنفد و لا تدرك فضائلنا.



[ صفحه 77]



5 - و أما الجنة فان فيها من المآكل و المشارب و الملاهي ما تشتهي الأنفس و تلذ الأعين و أباح الله ذلك كله لآدم عليه السلام و الشجرة التي نهي الله عنها آدم عليه السلام و زوجته أن يأكلا منها شجرة الحسد عهد اليهما أن لا ينظر الي من فضل الله علي خلائقه بعين الحسد فنسي و نظر بعين الحسد و لم يجد له عزما.

6 - و أما قوله: (أو يزوجهم ذكرانا و اناثا) أي يولد له ذكور و يولد له اناث، يقال لكل اثنين مقرنين زوجان كل واحد منهما زوج، و معاذ الله أن يكون عني الجليل ما لبست به علي نفسك تطلب الرخص لارتكاب المآثم (و من يفعل ذلك يلق أثاما - يضاعف له العذاب يوم القيامة و يخلد فيه مهانا) [4] ان لم يتب.

7 - و أما شهادة المرأة وحدها التي جازت فهي القابلة جازت شهادتها مع الرضا، فان لم يكن رضي فلا أقل من امرأتين تقوم المرأتان بدل الرجل للضرورة، لأن الرجل لا يمكنه أن يقوم مقامها، فان كانت وحدها قبل قولها مع يمينها.

8 - و أما قول علي عليه السلام في الخنثي فهي كما قال: ينظر قوم عدول يأخذ كل واحد منهم مرآة و تقوم الخنثي خلفهم عريانة و ينظرون في المرايا فيرون الشبح فيحكمون عليه.

9 - و أما الرجل الناظر الي الراعي و قد نزا علي شاة فان عرفها ذبحها و أحرقها. و ان لم يعرفها قسم الغنم نصفين و ساهم بينهما، فاذا وقع علي أحد النصفين فقد نجا النصف الآخر، ثم يفرق النصف الآخر فلا يزال كذلك حتي تبقي شاتان فقرع بينهما فأيتها وقع السهم بها ذبحت و احرقت و نجا سائر الغنم.

10 - و أما صلاة الجهر فالجهر فيها بالقراءة، لأن النبي صلي الله عليه و آله و سلم كان



[ صفحه 78]



يغلس بها فقراءتها من الليل.

11 - و أما قول علي عليه السلام بشر قاتل ابن صفية بالنار فهو لقول رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و كان ممن خرج يوم النهروان فلم يقتله أميرالمؤمنين عليه السلام بالبصرة، لأنه علم أنه يقتل في فتنة النهروان.

12 - و أما قولك: ان عليا عليه السلام قتل أهل الصفين مقبلين و مدبرين و أجاز علي جريحهم و انه يوم الجمل لم يتبع موليا و لم يجز علي جريح و من ألقي سلاحه آمنه و من دخل داره آمنه، فان أهل الجمل قتل امامهم و لم تكن لهم فئة يرجعون اليها و انما رجع القوم الي منازلهم غير محاربين و لا مخالفين و لا منابذين، رضوا بالكف عنهم، فكان الحكم فيهم رفع السيف عنهم و الكف عن أذاهم، اذ لم يطلبوا عليه أعوانا، و أهل صفين كانوا يرجعون الي فئة مستعدة و امام يجمع لهم السلاح الدروع و الرماح و السيوف و يسني لهم العطاء، يهي ء لهم الانزال و يعود مريضهم و يجبر كسيرهم و يداوي جريحهم و يحمل راجلهم و يكسو حاسرهم [5] و يردهم فيرجعون الي محاربتهم و قتالهم، فلم يساو بين الفريقين في الحكم لما عرف من الحكم في قتال أهل التوحيد لكنه شرح ذلك لهم، فمن رغب عرض علي السيف أو يتوب من ذلك.

13 - و اما الرجل الذي اعترف باللواط فانه لم تقم عليه بينة و انما تطوع بالاقرار من نفسه و اذا كان للامام الذي من الله أن يعاقب عن الله كان له أن يمن عن الله، اما سمعت قول الله: (هذا عطاؤنا - الآية -) [6] قد انبأناك بجميع ما سألتنا عنه فاعلم ذلك.

علمت يا حسن أن الله هو المثيب و المعاقب و المجازي بالأعمال عاجلا و آجلا؟



[ صفحه 79]



قلت: بلي يا مولاي.

قال عليه السلام لا تعد و لا تجعل للأيام صنعا في حكم الله.

قال الحسن: بلي يا مولاي.

و قال عليه السلام؛ من أمن مكر الله و أليم أخذه تكبر حتي يحل به قضاؤه و نافذ أمره.

و من كان علي بينة من ربه هانت عليه مصائب الدنيا ولو قرض و نشر. [7] .


پاورقي

[1] سورة يوسف؛ آية: 102.

[2] سورة آل عمران؛ آية: 28.

[3] و الحمة - بالفتح فالتشديد: العين الحارة التي يستشفي بها الأعلاء و المرضي.

[4] سورة الفرقان؛ الآيتان: 68 و 69.

[5] الحاسر: العاري و المراد الذي كان بلا درع و ثوب.

[6] سورة ص؛ آية: 38، و بقية الآية «فامنن أو أمسك بغير حساب».

[7] تحف العقول للشيخ أبومحمد الحراني ص 356 - 338.