بازگشت

في علمه بما في نفس «فتح القلانسي» من فعل الحرام في بقية دراهمه و نهيه عنه


(و عنه قال): حدثني أبوعبدالله القمي بأسناده قال: حدثني «مقبل الديلمي» قال: كنت جالسا علي بابنا بسر من رأي، و مولانا أبوالحسن عليه السلام راكب في دار المتوكل الخليفة، فجاء «فتح القلانسي» و كانت له خدمة لأبي الحسن عليه السلام، فجلس الي جانبي و قال: ان لي علي مولانا أربعمائة درهم، فلو أن أعطانيها لأنفقت بها.

قلا: قلت له: ما أنت صانعا بها؟

قال: كنت أشتري بمائتي درهم خرقا تكون في يدي أعمل منه قلانس.

و مائتي درهم أشتري بها تمرا فأنبذه نبيذا.

قال: فلما قال لي ذلك عرضت بوجهي فلم أكلمه لما ذكر لي و سكت، و أقبل أبوالحسن عليه السلام علي أثر هذا الكلام، و لم يسمع هذا الكلام أحد و لا حضره، فلما بصرت به قمت قائما، فأقبل حتي نزل بدابته في دار الدرواب و هو مقطب الوجه أعرف القطب في وجهه، فحين نزل عن دابته فقال لي: «يا مقبل» أدخل فأخرج أربعمائة درهم،



[ صفحه 126]



و ادفعها الي «فتح» الملعون و قل له: حقك فخذه فاشتر منه خرقا بمائتي درهم، و اتق الله فيما أردت أن تفعله بالمائتي درهم الباقية، فأخرجت الأربعمائة درهم فدفعتها اليه و حدثته القصة، و بكي و قال: والله لا شربت نبيذا أولا مسكرا أبدا، و صاحبك يعلم ما تعلم.