بازگشت

في علمه بما في نفس «يزداد النصراني» من سواد القلب حتي تشيع و ابيض قلبه


(عنه قال): حدثني أبوعبدالله القمي قال: حدثني ابن عدس قال: حدثني أبوالحسين محمد بن اسماعيل بن أحمد القهقلي الكاتب بسر من رأي، أسير في درة الحصا، فرأيت «يزداد النصراني» تلميذ «بخشوع»، و هو منصرف من دار موسي بن بغا، فسايرني و أفضي بنا الحديث الي أن قال لي: أتري هذا الجدار، تدري من صاحبه؟ قلت: و من صاحبه؟.

قال: هذا الفتي العلوي الحجازي، يعني علي بن محمد بن الرضا عليه السلام.

و كنا نسير في فناء داره ليزداد نعم فما شأنه؟.

قال: ان كان مخلوق يعلم الغيب فهو، قلت: و كيف ذلك؟

قال: أخبرك عنه بأعجوبة لم تسمع بمثلها أبدا و لا غيرك من الناس، ولكن لي الله عليك كفيل وراع أنك لا تحدث عني أحدا، فاني رجل طبيب ولي معيشة أرعاها عند هذا السلطان و بلغني أن الخليفة استقدمه من الحجاز فرقا منه لئلا ينصرف اليه وجوه الناس فيخرج هذا الأمر عنهم، يعني بني العباس، قلت لك علي ذلك فحدثني به و ليس عليك بأس.

انما أنت رجل نصراني لا يتهمك أحد فيما تحدث به عن هؤلاء القوم.



[ صفحه 127]



قال: نعم أحدثك، اني لقيته منذ أيام و هو علي فرس أدهم و عليه ثياب سود، و هو أسود اللون، فلما بصرت به وقفت اعظاما، و قلت في نفسي: لا و حق المسيح ما خرجت من فمي الي أحد من الناس.

و قلت في نفسي: ثياب سود، و دابة سوداء، و رجل أسود، سواد في سواد في سواد.

فلما بلغ الي واحد النظر و قال: قلبك أسود مما تري عيناك من سواد في سواد في سواد.

قال أبوالحسين (ره): قلت له: أجل فلا تحدث به أحدا مما صنعت و ما قلت له.

قال: أسقطت في يده فلم أجد جوابا.

قلت له: فما أبيض قلبك لما شاهدت؟

قال: الله أعلم.

(قال أبوالحسين). فلما اعتل «يزداد» بعث الي، فحضرت عنده، فقال: ان قلبي أبيض بعد سواده، فأنا أشهد أن لا اله الا الله و أن محمدا رسول الله و أن علي بن محمد حجة الله علي خلقه و ناموسه الأعلم، ثم مات في مرضه ذلك، و حضرت الصلاة عليه «رحمه الله». [1] .


پاورقي

[1] مدينة المعاجز للسيد هاشم البحراني ص 544 - 543.