علمه بالمغيبات بما يصيب المتوكل من الشر في الطريق
(عن الحسين بن حمدان الحضيني): بأسناده: عن «فارس بن حاتم بن ماهويه».
قال: بعث يوما المتوكل الي سيدنا أبي الحسن عليه السلام: أنا راكب فاخرج معنا الي الصيد لنتبرك بك.
فقال للرسول: قل له اني راكب فلما خرج الرسول قال
[ صفحه 141]
لنا عليه السلام: كذب ما يريد الا غير ما قال.
قال: قلنا: يا مولانا فما الذي يريد؟
قال عليه السلام: يظهر هذا القول، فان أصابه خير نسبه الي ما يريد بنا ما يبعده من الله، و ان أصابه شر نسبه الينا، و هو يركب في هذا اليوم و يخرج الي الصيد فيرد هو و جيشه علي قنطرة علي نهر فيعبر سائر الجيش و لا تعبر دابته فيرجع و يسقط من فرسه فتزل رجله و تتوهن يداه و يمرض شهرا.
قال «فارس»: فركب سيدنا و سرنا في المركب معه، و المتوكل يقول: أين ابن عمي المدني؟
فيقول له: سائر يا أمير في الجيش، فيقول: الحقوه بنا.
و وردنا النهر و القنطرة فعبر سائر الجيش و تشعثت القنطرة و تهدمت و نحن نسير في أواخر الناس مع سيدنا، و رسل المتوكل تحته.
فلما وردنا النهر و القنطرة، امتنع دابته أن تعبر، و عبر سائر دوابنا، فاجتهدت رسل المتوكل عبور دابته، فلم تعبر و عثر المتوكل، فلحقوا به و رجع سيدنا.
فلم يمض من النهار الا ساعات حتي جائنا الخبر أن المتوكل سقط عن دابته و زلت رجله و توهنت يداه و بقي عليلا شهرا، و عتب علي أبي الحسن.
قال أبوالحسن عليه السلام: انما رجع عنا لئلا يصيبنا هذه السقطة فنشأم به.
فقال أبوالحسن عليه السلام: صدق الملعون و أبدا ما كان في نفسه. [1] .
[ صفحه 142]
پاورقي
[1] مدينة المعاجز للسيد هاشم البحراني ص 559 - 558.