في هبوب الريح و اشالة الستور له
(الشيخ في أماليه): قال: قال «محمد الفحام» بأسناده قال: حدثني «سليمة الكاتب» و كان قد علم أخبار سر من رأي قال:
كان المتوكل يركب و معه عدد ممن يصلح للخطابة، و كان فيهم رجل من ولد العباس بن محمد يلقب «بهريسة»، و كان المتوكل يحقره فتقدم اليه أن يخطب يوما، فخطب فأحسن، فتقدم المتوكل يصلي فسابقه من قبل أن ينزل من المنبر، فجاء فجذب منطقته من ورائه و قال: يا أمير من خطب يصلي، فقال المتوكل: أردنا أن نخجله فأخجلنا.
و كان أحد الأشرار قال يوما للمتوكل ما يعمل أحد بك أكثر مما تعمله بنفسك في علي بن محمد عليه السلام فلا يبقي في الدار الا من يخدمه، و لا يتعبونه بشيل ستر و لا فتح باب و لا شي ء، و هذا اذا علمه الناس قالوا: لو لم يعلم باستحقاقه للأمر ما فعل به هذا، دعه اذا دخل يشيل الستر لنفسه و يمشي كما يمشي غيره فيمسه بعض الجفوة.
فأمر أن لا يخدم و لا يشال بين يديه ستر.
و كان المتوكل ما رأي أحدا ممن يهتم بالخير مثله.
قال: فكتب صاحب الخير اليه أن علي بن محمد عليه السلام دخل
[ صفحه 144]
الدار فلم يخدم و لم يشل أحد بين يديه سترا، فهب هواء رفع الستر له فدخل فقال: اعرفوا خبر خروجه، فذكر صاحب الخير هواء خالف ذلك الهواء شال الستر له حتي خرج فقال ليس هواء يشيل الستر، شيلوا الستر بين يديه. [1] .
پاورقي
[1] مدينة المعاجز للسيد هاشم البحراني ص 541 - 540.