في علمه بما يكون من نزول المطر و بما في نفس «علي بن يقطين»
حدث «أبوالفتح غازي بن محمد الطرائفي» بدمشق سلخ شعبان سنة تسع و تسعين و ثلثمائة قال: حدثنا أبوالحسن علي بن عبدالله الميموني بأسناده قال: «حدثني علي بن يقطين بن موسي الاهوازي» قال:
[ صفحه 147]
كنت رجلا أذهب مذاهب المعتزلة، و كان يبلغني من أمر أبي الحسن علي بن محمد عليه السلام ما أستهزي ء به و لا أقبله، فدعتني الحال الي دخولي سر من رأي للقاء السلطان فدخلتها.
فلما كان يوم وعد السلطان للناس أن يركبوا الميدان، فلما كان من الغد ركب الناس في غلائل القصب بأيديهم المراوح.
و ركب أبوالحسن صلوات الله عليه علي زي الشتاء، و عليه لبادة و برنس و سرجه بخناق طويل و قد عقد ذنب دابته، و الناس يهزؤن به و هو عليه السلام يقول: (ان موعدهم الصبح أليس الصبح بقريب). [1] .
فلما توسطوا الصحراء و جاءوا بين الحائطين، ارتفعت سحابة و أرخت السماء عزاليها، و خاضت الدواب الي ركبها في الطين و لونتهم أذنابها فرجعوا في أقبح زي.
و رجع أبوالحسن علي صلوات الله عليه في أحسن زي و لم يصبه شي ء مما أصابهم.
فقلت: ان كان الله عزوجل أطلعه علي هذا السر فهو حجة.
و جعلت في نفسي أن أسأله عن عرق الجنب و قلت: ان هو أخذ البرنس عن رأسه و جعله علي قربوس سرجه ثلاثا فهو حجة، ثم انه لجي الي بعض الشعاب، فلما نحي البرنس و جعله علي قربوس سرجه ثلاث مرات ثم التفت الي و قال: ان كان من حلال فالصلوة في الثوب حلال، و ان كان من حرام فالصلوة في الثوب حرام.
فصدقته و قلت بفضله و لزمته عليه السلام، فلما أردت الانصراف جئت لوداعه فقلت: زودني بدعوات، فدفع عليه السلام الي هذا الدعاء و أوله:
[ صفحه 148]
«اللهم اني أسئلك و جلا من انتقامك، حذرا من عقابك» و الدعاء طويل. [2] .
پاورقي
[1] سورة هود؛ آية: «81».
[2] مدينة المعاجز للسيد هاشم البحراني ص 552.