بازگشت

نجاته الولد الذي أتهم بموالاته


«ثاقب الناقب»: عن (الحسن بن محمد بن علي) قال: جاء رجل الي علي بن محمد بن علي بن موسي بن جعفر عليهم السلام و هو يبكي



[ صفحه 149]



و يرتعد فرائصه فقال: يابن رسول الله، ان الوالي أخذ ابني و اتهمه بموالاتك، فسلمه الي حاجب من حجابه و أمره أن يذهب به الي موضع كذا فيرميه من الجبل هناك، ثم يدفنه في أصل الجبل.

فقال عليه السلام: ما تشاء؟ ما يشاء الوالد الشفيق لولده.

فقال عليه السلام: اذهب فان ابنك يأتيك غدا اذا أمسيت و يخبرك بالعجب من افتراقه.

فانصرف الرجل فرحا، فلما كان عند مساء غد اذا بأبنه قد طلع عليه في أحسن صورة قد رأي و قال: يا بني أخبرني.

فقال: يا أبت فلان الحاجب صار بي الي أصل ذلك الجبل، فأمسي عنده الي هذا الوقت، يريد أن يبيت هناك، ثم يصعدني من غداة الي الجبل، و يدهدهني لبئر حفر لي القبر في هذه الساعة.

فجعلت أبكي و قوم موكلون بي يحفظوني، فأتاني جماهير عشرة لم أر أحسن منهم وجوها، و أنظف منهم ثيابا، و أطيب منهم روائح، و الموكلون بي لا يرونهم، فقالوا لي: ما هذا البكاء و الجزع و التضرع؟

فقلت: ألا ترون قبرا محفورا و جبلا شاهقا، و موكلون لا يرحمون، يريدون أن يدهدهوني منه و يدفنوني فيه.

قالوا: بلي أرأيت لو جعلنا الطالب مثل المطلوب فدهدهناه من الجبل و دفناه في القبر، أتحترز بنفسك فكن خادما لقبر رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم قلت: بلي والله، فمضوا الي الحاجب فتناولوه و جرروه و هو يستغيث و لا يسمعون به أصحابه و لا يشعرون، ثم صعدوا به الجبل و دهدهوه فلم يصل الي الأرض حتي تقطعت أوصاله، فجاء أصحابه فصاحوا عليه بالبكاء و اشتغلوا عني.

فقمت و تناولني العشرة فطاروا بي اليك في هذه الساعة و هم وقوف ينتظرونني، ليمضوا بي الي قبر رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و أكون خادما



[ صفحه 150]



و مضي، و جاء الرجل الي علي بن محمد عليه السلام فأخبره ثم لم يلبث الا قليلا حتي جاء الخبر أن قوما أخذوا ذلك الحاجب فدهدهوه من ذلك الجبل و دفنه أصحابه في ذلك القبر و هرب ذلك الصبي يريدون أن يدفنوه في ذلك القبر، فجعل عليه السلام يقول: لا يعلمون ما نعلم و يضحك.

و رواه ابن شهرآشوب في المناقب ببعض التغيير في الألفاظ. [1] .


پاورقي

[1] مدينة المعاجز للسيد هاشم البحراني ص 553.