بازگشت

في علمه و اخباره بقتل المتوكل بعد ثلاث


(و منها ما عن القطب الراوندي): عن «زرارة حاجب المتوكل» قال: أراد المتوكل أن يمشي علي بن محمد بن الرضا عليهم السلام يوم السلام، فقال له وزيره: ان في هذا شناعة عليك و سوء قالة [1] فلا تفعل.

قال: لا بد من هذا فقال: فان لم يكن بد من هذا فتقدم بأن يمشي القواد و الأشراف كلهم حتي لا يظن الناس أنك قصدته، بهذا دون غيره. ففعل و مشي عليه السلام و كان الصيف، فوافي «الدهليز» و قد عرق.

قال: فلقيته و أجلسته في الدهليز و مسحت وجهه بمنديل و قلت: ابن عمك لم يقصدك بهذا دون غيرك، فلا تجد عليه في قلبك.

فقال عليه السلام: ايها [2] عنك (تمتعوا في داركم ثلاثة أيام ذلك وعد غير مكذوب». [3] .

قال زرارة: و كان عندي معلم يتشيع، و كنت كثيرا ما أمازحه بالرافضي فانصرفت الي منزلي وقت العشاء و قلت: تعال يا رافضي حتي أحدثك بشي ء سمعته اليوم من امامكم، قال لي: و ما سمعت؟



[ صفحه 166]



فأخبرته بما قال: فقال: أقول لك فاقبل نصيحتي، قلت:

قال: ان كان علي بن محمد عليه السلام.

قال: بما قلت فاحترزوا خزن كل ما تملكه، فان المتوكل يموت أو يقتل بعد ثلاثة أيام.

فغضبت عليه و شتمته و طردته من بين يدي، فخرج، فلما خلوت بنفسي تفكرت، و قلت: ما يضرني أن آخذ بالحزم، فان كان من هذا شي ء كنت قد أخذت بالحزم، و ان لم يكن لم يضرني ذلك.

قال: فركبت الي دار المتوكل فأخرجت كل ما كان لي فيها، و فرقت كل ما كان في داري الي عند أقوام أثق بهم، و لم أترك في داري الا حصيرا أقعد عليه، فلما كانت الليلة الرابعة قتل المتوكل و سلمت، أنا و مالي، و تشيعت عند ذلك فصرت اليه عليه السلام، و لزمت خدمته و سألته أن يدعو لي، و تواليته حق الولاية. [4] .


پاورقي

[1] أي باعث لقول السوء فيك، و القلة: القول الفاشي في الناس خسرا أو شرا.

[2] بكسر الهمزة، أي اسكت و كف، و اذا أردت التبعيد قلت أيها بفتح الهمزة، بمعني هيهات (منه).

[3] سورة هود؛ آية: «65».

[4] الأنوار البهية للشيخ عباس القمي ص 246 - 245.