بازگشت

النص عليه بالخلافة


ان اقبال الناس علي شي ء أو ادبارهم عنه لا يغير من حقيقة ذلك الشي ء، فاجتماع الملايين من الهنود و غيرهم علي تقديس البقر لا يصحح هذا التقديس عند العقلاء و أهل الرأي، و اعراض قريش عن الاسلام و صدها عنه، و محاربتها للرسول صلي الله عليه و آله و سلم، لايخدش بصلاحيته، و أنه نظام الحياة.

و كذلك الأئمة عليهم السلام، قوبلوا الناس بالاعراض و المجافاة، و طوردوا من قبل السلطات، حتي قضوا حياتهم مضطهدين مشردين، ولكنهم بقوا وحدهم في البلدان، تزدهر الكتب بعلومهم و آدابهم، و تتعطر الأندية و المحافل بجميل ذكرهم، والثناء عليهم.

و في الوقف الذي كان الأئمة عليهم السلام يقضون حياتهم في زنزانات السجون، و تحت وطأة الحكم الأموي و العباسي، تراقبهم السلطات و تتبعهم قتلا و سجنا، و تشريدا، هذه الظروف - علي شدتها - لم تمنعهم من نشر العلم، و تثقيف الأمة، و الامتداد بالاسلام، فهم يعتبرون أنفسهم المسؤولين عن هذا الدين، والقوامين عليه و السدنة له.

و شي ء آخر اهتم به الأئمة عليهم السلام هو موضوع النص و التعيين علي من يخلفهم، و يقوم مقامهم، استمرارا لرسالة السماء، وامتدادا لحكم الله في الأرض و تمييزا للحق من الباطل، و اقامة للحجة، و قطعا للمعاذير.

و قد مر عليك في الفصول السابقة من هذا الكتاب بعض النصوص الواردة علي الأئمة عليهم السلام، وفي هذه الصفحات بعض ما ورد عن الامام محمد الجواد عليه السلام في النص علي الامام الهادي عليه السلام:



[ صفحه 212]



1- قال أمية بن علي القيسي: قلت لأبي جعفر عليه السلام: من الخلف بعدك؟ فقال عليه السلام: ابني علي [1] .

2- قال محمد بن عثمان الكوفي: قلت لأبي جعفر عليه السلام: ان حدث بك - و أعوذ بالله - حادث فالي من؟

فقال عليه السلام: الي ابني هذا - يعني أباالحسن - [2] .

3- قال الصقر بن دلف: سمعت أباجعفر محمد بن علي الرضا عليه السلام يقول: ان الامام بعدي ابني علي، أمره أمري، و قوله قولي، و طاعته طاعتي، و الامامة بعده في ابنه الحسن [3] .

4- قال اسماعيل بن مهران: لما خرج أبوجعفر من المدينة الي بغداد في الدفعة الأولي من خروجه قلت له عند خروجه: جعلت فداك اني أخاف عليك في هذا الوجه فالي من الأمر بعدك؟ فكر بوجهه الي ضاحكا و قال: ليس حيث ظننت في هذه السنة.

فلما استدعي به الي المعتصم صرت اليه فقلت له: جعلت فداك فأنت خارج فالي من هذا الأمر من بعدك؟

فبكي حتي اخضلت لحيته ثم التفت الي؛ فقال: عند هذه يخاف علي، الأمر من بعد الي ابني علي [4] .



[ صفحه 213]




پاورقي

[1] اثبات الهداة6 / 209 .

[2] اثبات الهداة 6 / 211.

[3] بحارالأنوار 12 / 127.

[4] بحارالأنوار 12 / 127.