جعل العيون و الرقابة الشديدة
من جملة ما عاناه الشيعة في سامراء و هكذا لمن أراد الدخول اليها لزيارة الامام الهادي عليه السلام، هو الخوف و الرعب و التضييق الذي أوجده العباسيون بالنسبة الي الشيعة.
و قل ما كان يسلم أحد في ذلك الحين من كيد الطغاة. فكان الامام عليه السلام يحذر أصحابه. لئلا يقعوا في المهالك، كما اتفقت هذه مع أهل قم وردهم الامام بواسطة رسوله.
و في مشارق الأنوار: عن محمد بن داود القمي و محمد الطلحي قالا: حملنا مالا من خمس و هدايا و جواهر اجتمعت في قم و بلادها و خرجنا نريد بها سيدنا أباالحسن الهادي، فجاءنا رسوله في الطريق أن ارجعوا فليس هذا وقت الوصول فرجعنا الي قم و أحرزنا ما كان عندنا، فجاءنا أمره بعد أيام أن قد أنفذنا اليكم ابلا بعيرا فاحملوا عليها ما عندكم، و خلوا سبيلها.
قال: فحملناها و أودعناها الله، فلما كان من قابل، قدمنا اليه فقال انظروا ما حملتم الينا فاذا المنايح كماهي. [1] .
روي الحسين بن حمدان الحضيني في كتابه الهداية في الفضائل باسناده عن
[ صفحه 165]
علي بن محمد القمي حديثا طويلا ملخصه: انه حمل معه ألطافا من قم الي أبي الحسن عليه السلام و أراد ايصالها اليه في سامراء فلم يقدر، فجائه رسول منه ابتداءا أخرج الي بلدك واردد ألطافك التي حملتها معك و احذر الحذر كله أن يقيم بسر من رأي أكثر من ساعة، فانك ان خالفت و أقمت عوقبت، ثم ذكر أنه أقام تلك الليلة فأخذه الحرس و الشرطة و نهبوا ما كان معه و حبسوه سته أشهر، ثم جاء رسول عليه السلام: اليوم تخرج من حبسك فصر الي بلدك فاخرج من الحبس في ذلك اليوم. [2] .
پاورقي
[1] بحار الأنوار، ج 50، ص 185.
[2] اثبات الهداة، ج 3، ص 384.