بازگشت

الاستهانة بالعلويين و ايذاؤهم


و مما عاناه العلويون في عهد المتوكل العباسي أنهم كانوا يهانون بحضرته: كما



[ صفحه 178]



عن ابن قولوية باسناده الي محمد بن العلا السراج قال: أخبرني البختري، قال: كنت بمنبج المتوكل اذ دخل عليه رجل من أولاد محمد بن الحنفية حلو العينين حسن الثياب، قد عرف عنده بشئ، فوقف بين يديه و المتوكل مقبل علي الفتح يحدثه، فلما طال وقوف الفتي بين يديه و هو لا ينظر اليه قال له: يا أميرالمؤمنين ان كنت أحضرتني لتأديبي فقد أسأت الأدب،

و ان كنت قد أحضرتني ليعرف من بحضرتك من أوباش الناس استهانتك بأهلي فقد عرفوا.

فقال له المتوكل: و الله يا حنفي لو لا ما يثنيني عليك من أوصال الرحم و يعطفني عليك من مواقع الحلم لانتزعت لسانك بيدي، و لفرقت بين رأسك و جسدك و لو كان بمكانك محمد أبوك.

قال: ثم التفت الي الفتح فقال: أما تري ما نلقاه من آل أبي طالب؟ اما حسني يجذب الي نفسه تاج عز نقله الله الينا قبله، أو حسيني يسعي في نقض ما أنزل الله الينا قبله، أو حنفي يدل بجهله أسيافنا علي سفك دمه.

فقال له الفتي: و أي حلم تركته لك الخمور و اد مانها؟ أم العيدان و فتيانها و متي عطفك الرحم علي أهلي و قد ابتززتهم فدكا ارثهم من رسول الله صلي الله عليه و آله فورثها أبو حرمله، و اما ذكرك محمدا أبي، فقد طفقت تضع عن عز رفعه الله و رسوله و تطاول شرفا تقصر عنه و لا تطوله، فأنت كما قال الشاعر:



ففض الطرف انك من نمير

فلا كعبا بلغت و لا كلابا



ثم ها أنت تشكو لي علجك هذا ما تلقاه من الحسني و الحسيني و الحنفي فلبئس المولي و لبئس العشير. ثم مد رجليه ثم قال: هاتان رجلاي لقيدك و هذه عنقي لسيفك فبوء بأثمي و تحمل ظلمي، فليس هذا أول مكروه أوقعته أنت و سلفك بهم.



[ صفحه 179]



يقول الله تعالي: قل لا أسألكم عليه أجرا الا المودة في القربي. فو الله ما أجبت رسول الله عن مسألته و لقد عطفت بالمودة علي غير قرابته، فعما قليل ترد الحوض فيذودك أبي و يمنعك جدي.

قال: فبكي المتوكل ثم قام فدخل الي قصر جواريه. فلما كان من الغد أحضره و أحسن جائزته و خلي سبيله. [1] .


پاورقي

[1] بحار الأنوار، ج 50، ص 213، عن كتاب الاستدراك.