بازگشت

دخول الجعفري علي قاتل يحيي بن عمر


روي المؤرخون انه لما قتل يحي بن عمر وجيي ء برأسه الي بغداد جعل أهلها يصيحون من ذلك أنكارا له و يقولون: ان يحيي لم يقتل ميلا منهم اليه [1] .

قال أبوالفرج: و لما أدخل رأس يحيي الي بغداد اجتمع أهلها الي محمد بن عبدالله بن طاهر يهنئونه بالفتح و دخل فيمن دخل علي محمد بن عبدالله بن طاهر، أبوهاشم داود بن القاسم الجعفري، و كان ذا عارضة و لسان، لا يبالي ما استقبل الكبراء و أصحاب السلطان به، فحدثني أحمد بن عبيدالله بن عمار و حكيم بن يحيي الخزاعي، قالا: دخل أبوهاشم علي محمد بن عبدالله بن طاهر فقال: أيها الأمير، قد جئتك مهنئا بما لو كان رسول الله صلي الله عليه و آله حيا لعزي به، فلم يجبه محمد عن هذا بشي ء. [2] و أضاف الطبري: فخرج أبوهاشم الجعفري و هو يقول:



يا بني طاهر كلوه وبيا

ان لحم النبي غير مري



ان وترا يكون طالب

الله لوتر نجاحة بالحري [3] .



فلو تأملنا في سبب دخول أبي هاشم الجعفري الذي كان من أصحاب الامام الهادي و الذي كان يلتقي بالهادي كل يوم من بغداد. هل دخل عليه ليهنئه أو دخل



[ صفحه 183]



عليه ليوبخه و لا شك ان كلامه أثر فيه و ان لم يتظاهر بذلك و الدليل علي ذلك انه خاف من عاقبة هذا الأمر و أمر اخته و نسوة من حرمه بالخروج من بغداد فورا.

قال أبوالفرج: و أمر محمد بن عبدالله حينئذ أخته و نسوة من حرمه بالشخوص الي خراسان، و قال أن هذه الرؤوس من قتلي أهل هذا البيت، لم تدخل بيت قوم قط الا خرجت منه النعمة و زالت عنه الدولة فتجهزن للخروج. [4] .


پاورقي

[1] مقاتل الطالبيين، ص 509.

[2] مقاتل الطالبيين، ص 509.

[3] تاريخ الطبري، ج 5، ص 362.

[4] مقاتل الطالبيين، ص 510.