بازگشت

حفظ الامام العسكري من كيد الأعداء


كان من الصعب جدا ان الهادي عليه السلام يغطي أمر امامة ولده الحسن العسكري علي الصديق و العدو و ذلك حفظا له، بطرق شتي و أساليب مختلفه في السنوات التي اجبر علي الاقامة في سامراء، لئلا يعرفه الأعداء كي يقضوا علي حياته قبل الهادي عليه السلام.

و النصوص شاهدة علي أن الناس رغم حضورهم في بيت الامام عليه السلام ما كانوا يعرفوه شخصيا، فضلا عن علمهم بامامته بعد الامام الهادي عليه السلام. و من دلائل، حفظه و الستر عليه، أنه كان يجيب في بعض رساله أنهم لا يخصوا أحدا حتي يخرج اليهم أمره، و من دلائل ستره أيضا علي ولده الحسن العسكري انه قدم ولده



[ صفحه 188]



الأكبر محمد بن علي حتي يصرف وجوه الناس عنه، و أصرح من كل ذلك ان آل أبي طالب الذين سكنوا في سامراء ما كانوا يعرفونه رغم قرابتهم له عليه السلام.

و النصوص كما يلي:

1 - روي الكليني عن علي بن محمد، عن أبي محمد الأسترابادي، عن علي بن عمرو العطار، قال: دخلت علي أبي الحسن عليه السلام و ابنه أبوجعفر في الأحياء، و أنا أظن أنه الخلف من بعده فقلت جعلت فداك من أخص من ولدك؟

فقال: لا تخصوا أحدا من ولدي حتي يخرج اليكم أمري، قال: فكتبت اليه بعد فيمن يكون هذا الأمر؟

قال: فكتب الي: الأكبر من ولدي و كان أبومحمد عليه السلام أكبر من جعفر. [1] .

قال المجلسي: في ذيل هذه الرواية: بيان قوله «فكتبت اليه بعد» أي بعد فوت أبي جعفر. [2] .

2- و عن المفيد في الارشاد، عن يسار بن أحمد، عن عبدالله بن محمد الاصفهاني قال قال لي أبوالحسن عليه السلام: صاحبكم بعدي الذي يصلي علي، قال: لم نعرف أبامحمد قبل ذلك. قال: فخرج أبومحمد عليه السلام بعد وفاته فصلي عليه. [3] .

3 - و عن الكليني عن محمد بن يحيي و غيره عن سعيد بن عبدالله، عن جماعة من بني هاشم منهم الحسن بن الحسين الأفطس أنهم حضروا يوم توفي محمد بن علي بن محمد، دار أبي الحسن عليه السلام و قد بسط له في صحن دار و الناس جلوس حوله، فقالوا: قدرنا أن يكون حوله من آل أبي طالب و بني العباس و قريش مائة و خمسون رجلا سوي مواليه و سائر الناس اذ نظر الي الحسن بن علي و قد جاء



[ صفحه 189]



مشقوق الجيب حتي جاء عن يمينه و نحن لا نعرفه. فسألنا عنه، فقيل لنا: هذا الحسن ابنه و قدرنا له في ذلك الوقت عشرين سنة و نحوها فيومئذ عرفناه و علمنا أنه قد أشار اليه بالامامة و أقامه مقامه. [4] .


پاورقي

[1] الكافي، ج 1، ص 326، بحار الأنوار، ج 50، ص 244.

[2] بحار الأنوار، ج 50، ص 245.

[3] الارشاد، ص 215.

[4] الكافي، ج 1، ص 326.