بازگشت

موت محمد و كشف الغطاء عن أبي محمد


قلنا فيما سبق أن الامام الهادي عليه السلام كان يجتهد في حفظ ولده الامام الحسن العسكري عليه السلام و يخفيه حتي عن عيون الشيعة فضلا عن الأعداء لمصلحة كان هو أعرف بها من كل أحد.

و كان محمد بن علي المكني بأبي جعفر، سترا عليه و عرفه الناس و عرفوا فضله و مكانته من أبيه الهادي عليه السلام، و عاش الامام العسكري في هذه السنوات في سامراء و هو لا يعرف الي أن اتفقت رزية موت أبي جعفر، الذي أبكي الامام العسكري في فقده، و شق الجيب عليه من شدة المصيبة.

و هذه الرزية و ان عظمت علي الهادي و العسكري عليهماالسلام لكن كشفت الغطاء عن أمر مهم كان خفيا علي أكثر الناس و هو امامة الحسن بن علي عليه السلام بعد أبيه الهادي عليه السلام.

و اليك النصوص ثم التعليق عليها:

النص الأول: روي الصفار في بصائر الدرجات عن الحسين بن محمد، عن المعلي بن محمد، عن أحمد بن محمد بن عبدالله، عن أحمد بن الحسين، عن علي بن عبدالله بن مروان الأنباري قال: كنت حاضرا عند مضي أبي جعفر ابن أبي الحسن، فجاء أبوالحسن فوضع له كرسي فجلس عليه و أبومحمد قائم في ناحية، فلما فرغ من أبي جعفر، التفت أبوالحسن الي أبي محمد عليه السلام فقال: يا بني أحدث لله



[ صفحه 190]



شكرا فقد أحدث فيك أمرا. [1] .

النص الثاني: روي المفيد في الارشاد عن ابن قولويه، عن الكليني عن علي بن محمد، عن اسحاق بن محمد، عن محمد بن يحيي قال: دخلت علي أبي الحسن عليه السلام بعد مضي أبي جعفر ابنه فعزيته عنه و أبومحمد جالس فبكي أبومحمد فأقبل عليه أبوالحسن عليه السلام فقال: ان الله قد جعل فيك خلفا منه فاحمدالله. [2] .

النص الثالث: و عنه أيضا عن ابن قولويه عن الكليني عن محمد بن يحيي و غيره عن سعيد بن عبدالله، عن جماعة من بني هاشم منهم الحسن بن الحسين الأفطس أنهم حضروا يوم توفي محمد بن علي بن محمد، دار أبي الحسين عليه السلام و قد بسط له في صحن داره، و الناس جلوس حوله،.... اذ تنظر الي الحسن بن علي و قد جاء مشقوق الجيب حتي جاء عن يمينه و نحن لا نعرفه. فنظر اليه أبوالحسن عليه السلام بعد ساعة من قيامه ثم قال: يا بني أحدث لله شكرا فقد أحدث فيك أمرا. فبكي الحسن عليه السلام و استرجع، و قال: ألحمد لله رب العالمين و اياه أشكر تمام نعمه علينا انا لله و انا اليه راجعون، فسألنا عنه، فقيل لنا: هذا الحسن ابنه و قدرنا له في ذلك الوقت عشرين سنة و نحوها فيومئذ عرفناه و علمنا أنه قد أشار اليه بالامامة و اقامه مقامه. [3] .

النص الرابع: و عن الطوسي في غيبته عن سعد، عن أبي هاشم الجعفري، قال: كنت عند أبي الحسن العسكري عليه السلام، وقت وفاة ابنه أبي جعفر، و قد أشار اليه و دل عليه و اني لا فكر في نفسي، و أقول هذه قصة أبي أبراهيم و قصه اسماعيل، فأقبل علي أبوالحسن عليه السلام و قال: نعم يا أباهاشم بدالله في أبي جعفر و صير مكانه أبا



[ صفحه 191]



محمد، كما بداله في اسماعيل بعد ما دل عليه أبوعبدالله عليه السلام و نصبه و هو كما حدثتك نفسك و ان كره المبطلون. أبومحمد ابني الخلف من بعدي، عنده ما تحتاجون اليه و معه آلة الامامة و الحمدلله. [4] .

النص الخامس: روي الشيخ الطوسي عن علي بن محمد الكليني عن اسحقاق بن محمد النخعي عن شاهويه بن عبدالله الجلاب قال: كنت رويت عن أبي الحسن العسكري عليه السلام في أبي جعفر ابنه روايات تدل عليه، فلما مضي أبوجعفر قلقت لذلك و بقيت متحيرا لا أتقدم و لا أتأخر و خفت أن أكتب اليه في ذلك، فلا أدري ما يكون.

فكتبت اليه أسأله الدعاء أن يفرج الله عنا في أسباب من قبل السلطان كنا نغتم بها في غلماننا، فرجع الجواب بالدعاء ورد الغلمان علينا و كتب في آخر الكتاب: أردت أن تسأل عن الخلف بعد مضي أبي جعفر، و قلقت لذلك فلا تغتم فان الله لا يضل قوما بعد اذ هداهم حتي يتبين لهم ما يتقون. صاحبكم بعدي أبومحمد ابني، و عنده ما تحتاجون اليه يقدم الله ما يشاء و يؤخر ما يشاء «ما ننسخ من آية أو ننسها نات بخير منها أو مثلها» [5] قد كتبت بما فيه بيان و قناع لذي عقل يقظان. [6] .


پاورقي

[1] بصائر الدرجات، ص 472، بحار الأنوار، ج 50، ص 240، غيبة الشيخ، ص 131.

[2] الارشاد، ص 316، بحار الأنوار، ج 50، ص 246.

[3] نفس المصدر.

[4] غيبة الطوسي، ص 120.

[5] سورة البقرة، الاية 106.

[6] نفس المصدر، ص 131.