بازگشت

دراسة الموضوع


من الممكن أن يختلج في ذهن القارئ الكريم، بأن هذه النصوص دالة علي امامة محمد بن علي، ولكن بموته انتقلت الامامة منه الي الحسن بن علي العسكري عليه السلام.



[ صفحه 192]



أقول: لا شك ان محمد بن علي كان من الشخصيات العظيمة، و كان معظما عند الامام الهادي عليه السلام، ولكن هل صرح الامام في كتاب أو لقاء أو خطاب أو حديث سرا أو علانية بذلك؟ الجواب: لا. لأننالم نجد أي نص معتبر و حتي غير معتبر عنه عليه السلام ما يدل علي تصريح بامامة ولده محمد. بل كل ذلك كان من تخيلات بعض الشيعة فيه، حيث كانوا يرون تعظيم الامام له و كونه من أكبر أولاد الامام الهادي عليه السلام.

و أما كلام أبي هاشم الجعفري حيث قال: و قد أشار اليه و دل عليه. و كلام شاهويه حيث قال: رويت عن أبي الحسن في أبي جعفر ابنه روايات تدل عليه.

فنقول أين هذا الحديث الذي دلك الامام علي بن محمد عليه السلام عليه. و لماذا لم ترويه لنا!!

و نقول لشاهويه: ما هي هذه الروايات التي رويتها عن الهادي عليه السلام و هل هذه الروايات كانت تدل علي امامته أم كانت تدل علي فضله و شأنه و سمو مقامه، فاذا كانت تدل علي فضله، فأين التصريح بامامته و اذا كانت فيها تصريح فلماذا لم تذكر لنا و لو رواية واحدة علي الأقل.

و ثانيا: لماذا قلق شاهويه من موت محمد، و لماذا تحير بحيث لم يقدم و لم يؤخر؟

فهل هذا القلق و التحير عادة يكون بعد الامام أو في حياته!!

و ثالثا: متي دل الامام علي ولده محمد بن علي، بل ورد عنه بعكس ما قاله أبوهاشم و شاهويه، فانه صرح بامامة ولده الحسن عليه السلام حتي في حياة ولده محمد بل كما سيمر عليك بعد قليل انه أشار اليه بالامامة و هو حدث و نفي امامة ولده محمد.

و رابعا كيف يمكن هذه الدلالة في حين أن أسماء الأئمة عليهم السلام كانت معلومة



[ صفحه 193]



موجودة و صرح به النبي و العترة الطاهرة من دون أي زيادة و نقيصة و تغيير و تبديل.

كما جاء أسماءهم في حديث اللوح المهداة من قبل الله لفاطمة الزهرا عليهاالسلام و قد رآه جابر عند فاطمه. [1] .

فكيف فهم أبوهاشم و شاهويه هذه الدلالة في أبي جعفر و لم يفهمه سائر أصحابه عليه السلام. يبقي علينا أن تتأمل فيما قاله الامام الهادي في موت أبي جعفر لولده الحسن العسكري عليه السلام حيث قال له: يا بني أحدث لله شكرا فقد أحدث فيك أمرا.

فلقائل أن يقول: ان هذه العبارة و ما شابهها في النصوص المتقدمة تدل علي أن الأمر كان في محمد بن علي ثم تغير بالبداء.

أقول: من المهم جدا أن نعرف معني البداء الجائز اطلاقه علي الله و البداء الذي لا يجوز اطلاقه عليه سبحانه. و ثانيا نعرف معني البداء المستعمل في الروايات علي الله تعالي.

أما البداء في اللغة هو ظهور الشي، يقال بدا الشي يبدو اذا ظهر [2] و منه بدا له في الأمر ظهر له استصواب شي غير الأول [3] و هذا المعني مستحيل علي الله تعالي لأنه يستلزم وضوح أمر كان قد خفي عنه. قال الصادق عليه السلام: من زعم أن الله تعالي بدا له في شي بداء ندامة فهو كافر بالله العظيم. [4] و قال: من زعم أن الله تعالي يبدو له في شي لم يعلمه أمس فابروأ منه [5] فالمعني في قول الامامية بدالله



[ صفحه 194]



في كذا، أي ظهر له فيه و معني ظهر فيه أي ظهر منه [6] .

قال السيد علم الهدي رحمه الله يمكن أن يحمل البداء علي حقيقته بأن يقال: بدالله تعالي بمعني أنه ظهر من الأمر ما لم يكن ظاهرا له.... [7] اذا فاللام في لفظه الجلالة في الحديث بمعني من. و بدا له أي بدا منه.

فيكون المعني في الحديث: أحدث لله شكرا لأنه عزوجل رفع كل الأوهام الشكوك حول امامتك بموت أخيك محمد. لأن الشيعة كانت تعتقد ان الامامة في الولد الأكبر من كل أمام، و لو بقي محمد بن علي لاختلفت الشيعة في امامة العسكري عليه السلام حيث كان هو أكبر أولاد الامام الهادي عليه السلام. فكان من نعم الله عليه. و أشار الامام اليه ان يؤدي شكر ذلك. و لا شك ان قصتهما قصة اسماعيل ابن الامام جعفر الصادق عليه السلام حيث قال عليه السلام بعد موت ولده اسماعيل: ما بدالله في شي كما بداله في اسماعيل ابني.

قال السيد محمد كلانتر في توضيح ما روي عن الصادق عليه السلام: فيكون المعني في الحديث انه ما ظهر من الله عزوجل في شي مثل ما ظهر منه في اسماعيل حيث كانت الشيعة تعتقد الامامة فيه لوجود مؤهلات الامامة عنده و لاسيما كونه أكبر ولد الامام الصادق و كان هذا من المسلمات الأولية عندهم و التي لا يشك فيه اثنان منهم ولكن بعد موت اسماعيل و كشف الامام الصادق عليه السلام وجهه و ارائته للشيعة حتي يتيقنوا بموته، ظهر لهم خلاف ما كانوا يعتقدونه و ان الامامة كانت لأخيه من بداية الأمر. [8] .



[ صفحه 195]




پاورقي

[1] كمال الدين، ج 1، ص 307، عيون الأخبار الرضا، ج 1، ص 40.

[2] معجم مقاييس اللغة، ج 1، ص 212.

[3] مجمع البحرين، ص 9.

[4] البداء، ص 78، عقائد الاماميه، ص 20.

[5] نفس المصدر، ص 78.

[6] شرح عقائد الصدوق المطبوع مع أوائل المقالات، ص 199.

[7] البداء، ص 81.

[8] نفس المصدر، ص 88.