بازگشت

حزن الشيعة في مصاب الامام


كان الهاشميون و سائر الشيعة دائما في قلق و اضطراب من سلامة امامهم الهادي عليه السلام، و كان يزيد قلقهم حينما كانوا يسمعون أنه حبس مرة أخري أو احضر، أو هجم عليه ليلا في بيته، كما هاج بصقر بن دلف أو ابن أورمة الاحزان و بكي بكاءا شديدا حينما دخل علي الامام و هو محبوس و قد رأي بحياله قبر.

قال ابن أورمة: فدخلت الدار التي كان فيها محبوسا، فاذا بحياله قبر يحفر



[ صفحه 356]



فدخلت و سلمت و بكيت بكاءا شديدا.

فقال: ما يبكيك؟

فقلت: لما أري.

قال: لاتبك لذلك، لا يتم لهم ذلك فسكن ما كان بي... [1] .

و كما اضطرب الجعفري و دخله الحزن الشديد حينما سمع بعلة الامام عليه السلام و قال في شأنه ما أعرب عن شدة ما دخله من الحزن فقال:



ما دت الأرض بي و أدت فؤادي

و اعترتني موارد العرواء



حين قيل الامام نضو عليل

قلت نفسي فدته كل الفداء



مرض الدين لاعتلالك و

اعتل و غارت له نجوم السماء



عجبا أن منيت بالداء و السقم

و أنت الامام حسم الداء



أنت آسي الأدواء في الدين

و الدنيا و محيي الأموات [2] .



و اشتد حزن الشيعة حينما وافاهم خبر موته، عليه السلام فأسرعوا الي بيته للمشاركه في هذا المصاب الجلل و الرزية العظمي.

قال المسعودي: و حدثنا جماعة كل واحد منهم يحكي أنه دخل الدار و قد اجتمع فيها جملة بني هاشم من الطالبيين و العباسين و اجتمع خلق من الشيعة و لم يظهر عندهم أمر أبي محمد عليه السلام و لا عرف خبرهم الا الثقات الذين نص أبوالحسن عندهم، فحكوا أنهم كانوا في مصيبة و حيرة... [3] .

و قال اليعقوبي: فلما كثر الناس و اجتمعوا كثر بكاؤهم و ضجتهم، فرد النعش الي داره فدفن فيها... [4] .



[ صفحه 357]




پاورقي

[1] الخرايج و الجرايح، ج 1، ص 411.

[2] اعلام الوري، ص 348.

[3] اثبات الوصية، ص 234.

[4] تاريخ اليعقوبي، ج 2، ص 503.