بازگشت

زيارة أحد الأئمة


1 - السيّد ابن طاووس(رحمه الله): الزيارة الثالثة مرويّة عن أبي الحسن الثالث صلوات الله عليه: تدخل مقدّماً رجلك اليمني علي اليسري وتقول:

بسم الله وبالله، وعلي ملّة رسول الله صلّي الله عليه وآله. أشهد أن لاإله إلّا الله وحده لاشريك له، وأشهد أنّ محمّداً عبده ورسوله صلّي الله عليه وآله وسلّم تسليماً.

ثمّ تستقبل الضريح بوجهك، وتجعل القبلة خلفك، وتكبّر الله



[ صفحه 302]



(مائةتكبيرة) وتقول: بسم الله الرحمن الرحيم

«أشهد أن لا إله إلّا الله وحده لاشريك له، كما شهد الله لنفسه، وشهدت له ملائكته، وأولوا العلم من خلقه، لا إله إلّا هو العزيز الحكيم.

وأشهد أنّ محمّداً عبده المنتجب، ورسوله المرتضي، أرسله بالهدي ودين الحقّ، ليظهره علي الدين كلّه، ولو كره المشركون.

اللهمّ! اجعل أفضل صلواتك وأكملها، وأنمي بركاتك وأعمّها، وأزكي تحيّاتك وأتمّها، علي سيّدنا محمّد عبدك ورسولك، ونبيّك ونجيّك، ووليّك ورضيّك، وصفيّك وخيرتك، وخاصّتك وخالصتك، وأمينك الشاهد لك، والدالّ عليك، والصادق بأمرك، والناصح لك، والمجاهد في سبيلك، والذابّ عن دينك، والموضّح لبراهينك، والمهدي إلي طاعتك، والمرشد إلي مرضاتك، والواعي لوحيك، والحافظ لعهدك، والماضي علي إنفاذ أمرك، المؤيّد بالنور المضي ء، والمسدّد بالأمر المرضي، المعصوم من كلّ خطأ وزلل، المنزّه عن كلّ دنس وخطل، والمبعوث بخير الأديان والملل، مقوّم الميل والعوج، ومقيم البيّنات والحجج، المخصوص بظهور الفلج، وإيضاح المنهج، المظهر من توحيدك ما استتر، والمحيي من عبادتك ما دثر، والخاتم لما سبق، والفاتح لما انغلق، المجتبي من خلائقك، والمعتام لكشف حقائقك، والموضحة به أشراط الهدي، والمجلو به غُربيبُ العمي، دافع جيشان الأباطيل، ودامغ صولات الأضاليل، المختار من طينة الكرم، وسلالة المجد الأقدم، ومغرس الفخار المعرق، وفرع العلا المثمر المورق، المتجب من شجرة الأصفياء، ومشكاة الضياء، وذؤابة العلياء، وسرّه البطحاء، بعيثك بالحقّ، وبرهانك علي جميع الخلق، خاتم أنبيائك، وحجّتك البالغة في أرضك وسمائك.

اللهمّ! صلّ عليه صلاة ينغمر في جنب انتفاعه بها قدر الانتفاع، ويجوز



[ صفحه 303]



من بركة التعلّق بسببها ما يفوق قدر المتعلّقين بسببه، وزده بعد ذلك من الإكرام والإجلال ما يتقاصر عنه فسيح الآمال، حتّي يعلو من كرمك علي محالّ المراتب، ويرقي من نعمك أسني منازل المواهب، وخذ له - اللهمّ - بحقّه وواجبه من ظالميه وظالمي الصفوة من أقاربه.

اللهمّ! وصلّ علي وليّك وديّان دينك، والقائم بالقسط من بعد نبيّك، عليّ بن أبي طالب أمير المؤمنين، وإمام المتقين، وسيّد الوصيين، ويعسوب الدين، وقائد الغرّ المحجّلين، قبلة العارفين، وعلم المهتدين، وعروتك الوثقي، وحبلك المتين، وخليفة رسولك علي الناس أجمعين، ووصيّه في الدنيا والدين، الصدّيق الأكبر في الأنام، والفاروق الأزهر بين الحلال والحرام، ناصر الإسلام، ومكسّر الأصنام، معزّ الدين وحاميه، وواقي الرسول وكافيه، المخصوص بمؤاخاته يوم الإخاء، ومن هو منه بمنزلة هارون من موسي، خامس أصحاب الكساء، وبعل سيّدة النساء، المؤثر بالقوت بعد ضرّ الطوي، والمشكور سعيه في هل أتي، مصباح الهدي، ومأوي التقي، ومحل الحجي، وطود النهي، الداعي إلي المحجّة العظمي، والضاعن إلي الغاية القصوي، والسامي إلي المجد والعلي، والعالم بالتأويل والذكري، الذي أخدمته خواصّ ملائكتك بالطاس والمنديل حتّي توضّأ، ورددت عليه الشمس بعد دنوّ غروبها حتّي أدّي في أوّل الوقت لك فرضاً، وأطعمته من طعام أهل الجنّة حين منح المقداد قرضاً، وباهيت به خواصّ ملائكتك إذ شري نفسه ابتغاء مرضاتك لترضي، وجعلت ولايته إحدي فرائضك، فالشقيّ من أقرّ ببعض وأنكر بعضاً، عنصر الأبرار، ومعدن الفخار، وقسيم الجنّة والنار، صاحب الأعراف، وأبو الأئمّة الأشراف، المظلوم المغتصب، والصابر المحتسب، الموتور في نفسه وعترته، والمقصود



[ صفحه 304]



في رهطه وأعزّته، صلاة لا انقطاع لمزيدها، ولا اتّضاع لمشيدها.

اللهمّ! ألبسه حلل الإنعام، وتوجّه تاج الإكرام، وارفعه إلي أعلي مرتبة ومقام، حتّي يحلق نبيّك عليه وآله السلام، واحكم له اللهمّ علي ظالميه، إنّك العدل فيما تقضيه.

اللهمّ! وصلّ علي الطاهرة البتول، الزهراء ابنة الرسول، أُمّ الأئمّة الهادين، وسيّدة نساء العالمين، وارثة خير الأنبياء، وقرينة خير الأوصياء، القادمة عليك متألّمة من مصابها بأبيها، متظلّمة ممّا حلّ بها من غاصبيها، ساخطة علي أمّة لم ترع حقّك في نصرتها، بدليل دفنها ليلاً في حفرتها، المغتصبة حقّها، والمغصّصة بريقها، صلاةً لا غاية لأمدها، ولا نهاية لمددها، ولا انقضاء لعددها.

اللهمّ! فتكفّل لها عن مكان دار الفناء في دار البقاء بأنفس الأعواض، وأنلها ممّن عاندها نهاية الآمال وغاية الأغراض، حتّي لايبقي لها وليّ ساخط لسخطها إلّا وهو راضٍ، إنّك أعزّ من أجاب المظلومين وأعدل قاضٍ.

اللهمّ! ألحقها في الإكرام ببعلها وأبيها، وخذ لها الحقّ من ظالميها.

اللهمّ! وصلّ علي الأئمّة الراشدين، والقادة الهادين، والسادة المعصومين، الأتقياء الأبرار، مأوي السكينة والوقار، خزّان العلم، ومنتهي الحلم والفخار، وساسة العباد، وأركان البلاد، وأدلّة الرشاد، الألبّاء الأمجاد، العلماء بشرعك الزهّاد، مصابيح الظلم، وينابيع الحكم، وأولياء النعم، وعصم الأمم، قرناء التنزيل وآياته، وأمناء التأويل وولاته، وتراجمة الوحي ودلالاته، أئمة الهدي، ومنار الدجي، وأعلام التقي، وكهوف الوري، وحفظة الإسلام، وحججك علي جميع الأنام، الحسن والحسين سيّدي شباب



[ صفحه 305]



أهل الجنّة وسبطي نبيّ الرحمة، وعليّ ابن الحسين السجّاد زين العابدين، ومحمّد بن عليّ باقر علم الدين، وجعفر بن محمّد الصادق الأمين، وموسي ابن جعفر الكاظم الحليم، وعليّ بن موسي الرضا الوفي، ومحمّد بن عليّ البرّ التقي، وعليّ بن محمّد المنتجب الزكيّ، والحسن بن عليّ الهادي الرضي، والحجّة بن الحسن صاحب العصر والزمن، وصيّ الأوصياء، وبقيّة الأنبياء، المستتر عن خلقك، والمؤمّل لإظهار حقّك، المهدي المنتظر، والقائم الذي به تنتصر.

اللهمّ! صلّ عليهم أجمعين صلاةً باقيةً في العالمين، تبلغ بها أفضل محلّ المكرمين.

اللهمّ! ألحقهم في الإكرام بجدّهم وأبيهم، وخذ لهم الحقّ من ظالميهم.

أشهد يا مولاي أنّكم المطيعون لله، القوّامون بأمره، العاملون بإرادته، الفائزون بكرامته، اصطفاكم بعلمه، واجتباكم لغيبه، واختاركم لسرّه، وأعزّكم بهداه، وخصّكم ببراهينه، وأيّدكم بروحه، ورضيكم خلفاء في أرضه، ودعاةً إلي حقّه، وشهداء علي خلقه، وأنصاراً لدينه، وحججاً علي بريّته، وتراجمةً لوحيه، وخزنةً لعلمه، ومستودعاً لحكمته. عصمكم الله من الذنوب، وبرّأكم من العيوب، وائتمنكم علي الغيوب، زرتكم - يا مواليّ - عارفاً بحقّكم، مستبصراً بشأنكم، مهتدياً بهداكم، مقتفياً لأثركم، متّبعاً لسنّتكم، متمسّكاً بولايتكم، معتصماً بحبلكم، مطيعاً لأمركم، موالياً لأوليائكم، معادياً لأعدائكم، عالماً بأنّ الحقّ فيكم ومعكم، متوسّلاً إلي الله بكم، مستشفعاً إليه بجاهكم، وحقّ عليه أن لا يخيّب سائله الراجي ما عنده لزوّاركم المطيعين لكم.

اللهمّ! فكما وفّقتني للإيمان بنبيّك، والتصديق لدعوته، ومننت عليّ



[ صفحه 306]



بطاعته، واتّباع ملّته، وهديتني إلي معرفته، ومعرفة الأئمّة من ذريّته، وأكملت بمعرفتهم الإيمان، وقبلت بولايتهم وطاعتهم الأعمال، واستعبدت بالصلاة عليهم عبادك، وجعلتهم مفتاحاً للدعاء، وسبباً للإجابة، فصلّ عليهم أجمعين، واجعلني بهم عندك وجيهاً في الدنيا والآخرة ومن المقرّبين.

اللهمّ! اجعل ذنوبنا بهم مغفورة، وعيوننا مستورة، وفرائضنا مشكورة، ونوافلنا مبرورة، وقلوبنا بذكرك معمورة، وأنفسنا بطاعتك مسرورة، وجوارحنا علي خدمتك مقهورة، وأسماءنا في خواصّك مشهورة، وأرزاقنا من لدنك مدرورة، وحوائجنا لديك ميسورة، برحمتك يا أرحم الراحمين.

اللهمّ! أنجز لهم وعدك، وطهّر بسيف قائمهم أرضك، وأقم به حدودك المعطّلة، وأحكامك المهملة والمبدّلة، وأحي به القلوب الميتة، واجمع به الأهواء المتفرّقة، وأجل به صدي الجور عن طريقتك، حتّي يظهر الحقّ علي يديه في أحسن صورته، ويهلك الباطل وأهله بنور دولته، ولا يستخفي بشي ء من الحقّ مخافة أحد من الخلق.

اللهمّ! عجّل فرجهم، وأظهر فلجهم، واسلك بنا منهجهم، وأمتنا علي ولايتهم، واحشرنا في زمرتهم وتحت لوائهم، وأوردنا حوضهم، واسقنا بكأسهم، ولا تفرّق بيننا وبينهم، ولا تحرمنا شفاعتهم، حتّي نظفر بعفوك وغفرانك، ونصير إلي رحمتك ورضوانك، إله الحقّ ربّ العالمين.

يا قريب الرحمة من المؤمنين، ونحن أوليائك حقّاً لا ارتياباً، يا من إذا أوحشنا التعرّض لغضبه آنسنا حسن الظنّ به، فنحن واثقون بين رغبة ورهبة ارتقاباً، قد أقبلنا لعفوك ومغفرتك طلاباً، فأذللنا لقدرتك وعزّتك رقاباً، وصلّ علي محمّد وآل محمّد الطاهرين، واجعل دعاءنا بهم مستجاباً، وولاءنا لهم من النار حجاباً.



[ صفحه 307]



اللهمّ! بصّرنا قصد السبيل لنعتمده، ومورد الرشد لنرده، بدّل خطايانا صواباً، ولا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة، يا من تسمّي من جوده وكرمه وهّاباً، وآتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار إن حقّت علينا اكتساباً، برحمتك يا أرحم الراحمين.

ثمّ تصلّي صلاة الزيارة ثمّ تعود وتقف علي الضريح وتقول:

يا ولي الله! إنّ بيني وبين الله عزّ وجلّ ذنوباً لا يأتي عليها إلّا رضاه، فبحقّ من ائتمنك علي سرّه، واسترعاك أمر خلقه، وقرن طاعتك بطاعته، وموالاتك بموالاته، تولّ صلاح حالي مع الله عزّ وجلّ، واجعل حظّي من زيارتك تخليطي بخالصي زوّارك، الذين تسأل الله عزّ وجلّ في عتق رقابهم، وترغب إليه في حسن ثوابهم، وها أنا ذا اليوم بقبرك لائذ، وبحسن دفاعك عنّي عائذ، فتلافني يا مولاي وأدركني، واسأل الله عزّوجلّ في أمري، فإنّ لك عند الله عزّ وجلّ مقاماً كريماً، صلّي الله عليك وسلّم تسليماً».

ثمّ قبّل الضريح، وتوجّه إلي القبلة وارفع يديك وقل:

«اللهمّ! إنّك لمّا فرضت عليّ طاعته، وأكرمتني بموالاته، علمت أنّ ذلك لجليل مرتبته عندك، ونفيس حظّه لديك، ولقرب منزلته منك، فلذلك لذت بقبره لواذ من يعلم أنّك لا تردّ له شفاعة، فبقديم علمك فيه، وحسن رضاك عنه، ارض عنّي وعن والديّ، ولا تجعل للنار عليّ سبيلاً ولاسلطاناً، برحمتك يا أرحم الراحمين».

ثمّ تتحوّل من موضعك وقف وراء القبر، واجعله بين يديك وارفع يديك وقل:

«اللهمّ! لو وجدت شفيعاً أقرب إليك من محمّد وأهل بيته الأخيار الأتقياء الأبرار



[ صفحه 308]



عليه وعليهم السلام لاستشفعت بهم إليك، وهذا قبر وليّ من أوليائك، وسيّد من أصفيائك، ومن فرضت علي الخلق طاعته، قد جعلته بين يدي أسألك يا ربّ بحرمته عندك وبحقّه عليك، لما نظرت إليّ نظرة رحيمة من نظراتك، تلمّ بها شعثي، وتصلح بها حالي في الدنيا والآخرة، فإنّك علي كلّ شي ء قدير.

اللهمّ! إنّ ذنوبي لمّا فاتت العدد، وجاوزت الأمد، علمت أنّ شفاعة كلّ شافع دون أوليائك تقصر عنها، فوصلت المسير من بلدي قاصداً إلي وليّك بالبشري، ومتعلّقاً منه بالعروة الوثقي، وها أنا يا مولاي قد استشفعت به إليك، وأقسمت به عليك، فارحم غربتي، واقبل توبتي.

اللهمّ! إنّي لا أُعوّل علي صالحة سلفت منّي، ولا أثق بحسنة تقوم بالحجّة عنّي، ولو أنّي قدّمت حسنات جميع خلقك، ثمّ خالفت طاعة أوليائك، لكانت تلك الحسنات مزعجة عن جوارك لي، غير حائلة بيني وبين نارك، فلذلك علمت أنّ أفضل طاعتك طاعة أوليائك.

اللهمّ! ارحم توجّهي بمن توجّهت به إليك، فلقد علمت أنّ غير واجد أعظم مقداراً منهم لمكانهم منك، يا أرحم الراحمين.

اللهمّ! إّنك بالإنعام موصوف، ووليّك بالشفاعة لمن أتاه معروف، فإذا شفع فيّ متفضّلاً كان وجهك عليّ مقبلاً، وإذا كان وجهك عليّ مقبلاً أصبت من الجنّة منزلاً.

اللهمّ! فكما أتوسّل به إليك أن تمنّ عليّ بالرضا والنعم، اللهمّ ارضه عنّا، ولا تسخطه علينا، واهدنا به ولا تضلّنا فيه، واجعلنا فيه علي السبيل الذي تختاره، وأضف طاعتي إلي خالص نيّتي في تحيّتي يا أرحم الراحمين.

اللهمّ! صلّ علي خيار خلقك محمّد وآله كما انتجبتهم علي العالمين، واخترتهم علي علم من الأوّلين.

اللهمّ! وصلّ علي حجّتك وصفوتك من بريّتك، التالي لنبيّك، القيّم بأمرك، عليّ بن أبي طالب عليه السلام، وصلّ علي فاطمة الزهراء سيّدة نساء العالمين، وصلّ علي الحسن والحسين شنفي عرشك، ودليلي خلقك عليك، ودعاتهم إليك.

اللهمّ! صلّ علي عليّ، ومحمّد، وجعفر، وموسي، وعليّ، ومحمّد، وعليّ، والحسن، والخلف الصالح الباقي، مصابيح الظلام، وحججك علي جميع الأنام، خزنة العلم أن يعدم، وحماة الدين أن يسقم، صلاة يكون الجزاء عليها أتمّ رضوانك، ونوامي بركاتك وإحسانك.

اللهمّ! العن أعداءهم من الجنّ والإنس أجمعين، وضاعف عليهم العذاب الأليم».

ثمّ تدعو هاهنا بدعاء العهد المأمور به في حال الغيبة، وهو هذا: [1] .

«اللهمّ! ربّ النور العظيم، والكرسي الرفيع، وربّ البحر المسجور، ومنزّل التوراة والإنجيل والزبور، وربّ الظلّ والحرور، ومنزّل القرآن العظيم، وربّ الملائكة المقرّبين، والأنبياء والمرسلين.

اللهمّ! إنّي أسألك بوجهك الكريم، وبنور وجهك المنير، وملكك القديم، يا حيّ يا قيوم، أسألك باسمك الذي أشرقت به السماوات والأرضون، يا حيّ قبل كلّ حي، ويا حيّ بعد كلّ حي، لا إله إلّا أنت.

اللهمّ! بلّغ مولانا الإمام الهادي المهدي، القائم بأمرك، صلوات الله عليه وعلي آبائه الطاهرين، عن المؤمنين والمؤمنات في مشارق الأرض



[ صفحه 310]



ومغاربها، سهلها وجبلها، برّها وبحرها، وعنّي وعن والديّ من الصلوات زنة عرش الله، ومداد كلماته، وما أحصاه علمه، وأحاط به كتابه.

اللهمّ! إنّي أجدّد له في صبيحة يومي هذا، وما عشت من أيّامي عهداً وعقداً وبيعة له في عنقي، لا أحول عنها ولا أزول أبداً.

اللهمّ! اجعلني من أنصاره وأعوانه، والذابّين عنه، والمسارعين إليه في قضاء حوائجه، والمحامين عنه، والسابقين إلي إرادته، والمستشهدين بين يديه.

اللهمّ! إن حال بيني وبينه الموت الذي جعلته علي عبادك حتماً، فأخرجني من قبري، مؤتزراً كفني، شاهراً سيفي، مجرّداً قناتي، ملبّياً دعوة الداعي في الحاضر والباد.

اللهمّ! أرني الطلعة الرشيدة، والغرّة الحميدة، واكحل ناظري بنظرة منّي إليه، وعجّل فرجه، وسهّل مخرجه، وأوسع منهجه، واسلك بي محجّته، وأنفذ أمره، واشدد أزره، واعمر اللهمّ به بلادك، وأحيي به عبادك، فإنّك قلت وقولك الحقّ: (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ) [2] فاظهر اللهمّ! لنا وليّك وابن بنت نبيّك، المسمّي باسم رسولك، حتّي لايظفر بشي ء من الباطل إلّا مزّقه، ويحقّ الحقّ ويحقّقه.

واجعله اللهمّ! مفزعاً لمظلوم عبادك، وناصراً لمن لا يجد له ناصراً غيرك، ومجدّداً لما عطّل من أحكام كتابك، ومشيّداً لما ورد من أعلام دينك، وسنن نبيّك صلّي الله عليه وآله، واجعله ممّن حصّنته من بأس المعتدين.



[ صفحه 311]



اللهمّ! وسرّ نبيّك محمّداً صلّي الله عليه وآله برؤيته، ومن تبعه علي دعوته، وارحم استكانتنا بعده.

اللهمّ! واكشف هذه الغُمّة عن هذه الأُمّة بحضوره، وعجّل لنا (فرجه و) ظهوره، إنّهم يرونه بعيداً ونراه قريباً، برحمتك يا أرحم الراحمين».

ثمّ تضرب علي فخذك الأيمن بيدك ثلاث مرّات وتقول:

العجل، العجل، العجل، يا مولاي يا صاحب الزمان.

فإذا أردت الانصراف من حرمه الشريف فعد إلي السرداب المنيف، وصلّ فيه ما شئت، ثمّ قم مستقبل القبلة وقل:

«اللهمّ! ادفع عن وليّك وخليفتك، وحجّتك علي خلقك، ولسانك المعبّر عنك، والناطق بحكمتك، وعينك الناظرة بإذنك، وشاهدك علي عبادك، الجحجاح [3] المجاهد، العائذ بك، العائد عندك، وأعذه من جميع ما خلقت وبرأت، وأنشأت وصوّرت، واحفظه من بين يديه ومن خلفه، وعن يمينه وعن شماله، ومن فوقه ومن تحته، بحفظك الذي لا يضيع من حفظته به، واحفظ فيه رسولك وآباءه السادة، أئمّتك ودعائم دينك، واجعله في وديعتك التي لا تضيع، وفي جوارك الذي لا يخفر [4] ، وفي منعك وعزّك الذي لا يقهر، وآمنه بأمانك الوثيق الذي لا يخذل من آمنته به، واجعله في كنفك الذي لا يرام من كان فيه، وانصره بنصرك العزيز، وأيّده بجندك الغالب، وقوّه بقوتك، وأردفه بملائكتك، ووال من والاه، وعاد من عاداه، وألبسه درعك الحصينة، وحفّه بالملائكة حفّاً.



[ صفحه 312]



اللهمّ! اشعب به الصدع، وارتق به الفتق، وأمت به الجور، وأظهر به العدل، وزيّن بطول بقائه الأرض، وأيّده بالنصر، وانصره بالرعب، وقوّ ناصريه، واخذل خاذليه، ودمدم علي من نصب له، ودمّر علي من غشّه، واقتل به جبابرة الكفر وعمده ودعائمه، واقصم به رؤوس الضلالة، وشارعة البدع، ومميتة السنّة، ومقوّية الباطل، وذلّل به الجبّارين، وأبر به الكافرين وجميع الملحدين في مشارق الأرض ومغاربها، وبرّها وبحرها، وسهلها وجبلها، حتّي لا تدع منهم ديّاراً، ولا تبق لهم آثاراً.

اللهمّ! طهّر منهم بلادك، واشف منهم عبادك، وأعز به المؤمنين، وأحيي به سنن المرسلين، ودارس حكم النبيّين، وجدّد به ما امتحي من دينك، وبدّل من حكمك، حتّي تعيد دينك به وعلي يديه جديداً، غضّاً محضاً، صحيحاً لا عوج فيه، ولا بدعة معه، وحتّي تنير بعدله ظلم الجور، وتطفي ء به نيران الكفر، وتوضح به معاقد الحقّ، ومجهول العدل، فإنّه عبدك الذي استخلصته لنفسك، واصطفيته علي غيبك، وعصمته من الذنوب، وبرّأته من العيوب، وطهّرته من الرجس، وسلّمته من الدنس.

اللهمّ! فإنّا نشهد له يوم القيامة، ويوم حلول الطامّة، أنّه لم يذنب ذنباً، ولا أتي حوباً، ولم يرتكب معصية، ولم يضيّع لك طاعة، ولم يهتك لك حرمة، ولم يبدّل لك فريضة، ولم يغيّر لك شريعة، وأنّه الهادي المهتدي، الطاهر التقيّ النقيّ، الرضيّ المرضيّ الزكيّ.

اللهمّ! أعطه في نفسه وأهله وذرّيّته وأُمّته وجميع رعيّته ما تقرّ به عينه، وتسرّ به نفسه، وتجمع له ملك الممالك، قريبها وبعيدها، وعزيزها وذليلها، حتّي يجري حكمه علي كلّ حكم، ويغلب بحقّه علي كلّ باطل.

اللهمّ! اسلك بنا علي يديه منهاج الهدي، والمحجّة العظمي، والطريقة



[ صفحه 313]



الوسطي، التي يرجع إليها الغالي، ويلحق بها التالي، وقوّنا علي طاعته، وثبّتنا علي متابعته، وامنن علينا بمبايعته، واجعلنا في حزبه، القوّامين بأمره، الصابرين معه، الطالبين رضاك بمناصحته، حتّي تحشرنا يوم القيامة في أنصاره وأعوانه ومقوّية سلطانه، واجعل ذلك لنا خالصاً من كلّ شكّ وشبهة، ورياء وسمعة، حتّي لا نعتمد به غيرك، ولا نطلب به إلّا وجهك، وحتّي تحلّنا محلّه، وتجعلنا في الجنّة معه، وأعذنا من السَآمة والكسل والفترة، واجعلنا ممّن تنتصر به لدينك، وتعزّ به نصر وليّك، ولا تستبدل بنا غيرنا، فإنّ استبدالك بنا غيرنا عليك يسير، وهو علينا كبير.

اللهمّ! نوّر به كلّ ظلمة، وهدّ بركنه كلّ بدعة، واهدم بعزّه كلّ ضلالة، واقصم به كلّ جبّار، وأخمد بسيفه كلّ نار، وأهلك بعدله جور كلّ جائر، وأجر حكمه علي كلّ حاكم، وأذل بسلطانه كلّ سلطان.

اللهمّ! أذلّ كلّ من ناوأه، وأهلك كلّ من عاداه، وامكر بمن كاده، واستأصل من جحد حقّه، واستهان بأمره، وسعي في إطفاء نوره، وأراد إخماد ذكره.

اللهمّ! صلّ علي محمّد المصطفي، وعليّ المرتضي، وفاطمة الزهراء، والحسن الرضا، والحسين المصفّي، وجميع الأوصياء، مصابيح الدجي، وأعلام الهدي، ومنار التقي، والعروة الوثقي، والحبل المتين، والصراط المستقيم؛ وصلّ علي وليّك، وولاة عهدك، والأئمّة من ولده، ومدّ في أعمارهم، وزد في آجالهم، وبلّغهم أقصي آمالهم، ديناً ودنياً وآخرة، إنّك علي كلّ شي ء قدير».

ثمّ تقول:

«اللهمّ! اجعل نفسي مطمئنّة بقدرك، راضية بقضائك، مولعة بذكرك



[ صفحه 314]



ودعائك، محبّة لصفوة أوليائك، محبوبة في أرضك وسمائك، صابرة علي نزول بلائك، مشتاقة إلي فرحة لقائك، متزوّدة التقوي ليوم جزائك، مستنّة بسنن أوليائك، مفارقة لأخلاق أعدائك، مشغولة عن الدنيا بحمدك وثنائك». [5] .


پاورقي

[1] أوردناه عن مصباح الزائر: 455.

[2] الروم: 30 / 41.

[3] الجَحْجَحُ: السيّد، القاموس المحيط، 1 / 446 (الجَحّ).

[4] خفره: نقض عهده وغدره، القاموس المحيط: 2 / 33 (الخفر).

[5] مصباح الزائر: 476، س 3. عنه البحار: 99 / 178، س 2.