بازگشت

خطبة النكاح


1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ(رحمه الله): عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن عبد العظيم بن عبد الله قال: سمعت أبا الحسن(عليه السلام) يخطب بهذه الخطبة: الحمد لله العالم بما هو كائن من قبل أن يدين له من خلقه دائن، فاطر السماوات والأرض، مؤلّف الأسباب بما جرت به الأقلام، ومضت به الأحتام، من سابق علمه ومقدّر حكمه، أحمده علي نعمه، وأعوذ به من نقمه، وأستهدي الله الهدي، وأعوذ به من الضلالة والردي، من يهده الله فقد اهتدي، وسلك الطريقة المثلي، وغنم الغنيمة العظمي، ومن يضلل الله فقد حار عن الهدي، وهوي إلي الردي.

وأشهد أن لا إله إلّا الله وحده لاشريك له، وأنّ محمّداً عبده ورسوله المصطفي، ووليّه المرتضي، وبعيثه بالهدي، أرسله علي حين فترة من الرسل،



[ صفحه 353]



واختلاف من الملل، وانقطاع من السبل، ودروس من الحكمة، وطموس من أعلام الهدي والبيّنات، فبلغ رسالة ربّه، وصدع بأمره، وأدّي الحق غّ الذي عليه، وتوفّي فقيداً محموداً(صلي الله عليه وآله)، ثمّ إنّ هذه الأُمور كلّها بيد الله تجري إلي أسبابها ومقاديرها، فأمر الله يجري إلي قدره، وقدره يجري إلي أجله، وأجله يجري إلي كتابه، ولكلّ أجل كتاب يمحو الله ما يشاء ويثبت، وعنده أُمّ الكتاب.

أمّا بعد فإنّ الله جلّ وعزّ، جعل الصهر مألفة للقلوب، ونسبة المنسوب، أوشج به الأرحام، وجعله رأفة ورحمة، إنّ في ذلك لآيات للعالمين؛ وقال في محكم كتابه: (وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَآءِ بَشَرًا فَجَعَلَهُ و نَسَبًا وَصِهْرًا) [1] وقال: (وَأَنكِحُواْ الْأَيَمَي مِنكُمْ وَالصَّلِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَآلِكُمْ). [2] .

وإنّ فلان بن فلان ممّن قد عرفتم منصبه في الحسب، ومذهبه في الأدب، وقد رغب في مشاركتكم، وأحبّ مصاهرتكم، وأتاكم خاطباً فتاتكم فلانة بنت فلان، وقد بذل لها من الصداق كذا وكذا، العاجل منه كذا، والآجل منه كذا، فشفّعوا شافعنا، وأنكحوا خاطبنا، وردّوا ردّاً جميلاً، وقولوا قولاً حسناً، وأستغفر الله لي ولكم ولجميع المسلمين. [3] .



[ صفحه 354]




پاورقي

[1] الفرقان: 52 / 54.

[2] النور: 24 / 32.

[3] الكافي: 5 / 372، ح 6. عنه نور الثقلين: 1 / 602، ح 94، قطعة منه، والوافي: 21 / 395، ح 21430. قطعة منه في (تعيين المهر عاجلاً وآجلاً) و(خطبته(عليه السلام) في النكاح) و(صفات اللّّه) و(القضاء والقدر) و(سورة الفرقان: 25 / 56، والنور: 24 / 32).