بازگشت

نبذة مما قيل فيه من الشعر


- الإريلي(رحمه الله): قد مدحت مولانا أبا الحسن(عليه السلام) بما أرجو ثوابه في العاجل والآجل، وأنا معترف بالتقصير، والله عند لسان كلّ قائل وهو:

يا أيّهذا الرايح الغادي

عرّج علي سيّدنا الهادي

واخلع إذا شارفت ذاك الثري

فعل كليم الله في الوادي

وقبّل الأرض وسف تربة

فيها العلي والشرف العادي

وقل سلام الله وقف علي

مستخرج من صلب أجواد

مؤيّد الأفعال ذو نائل

في المحل يروي غلّة الصادي

يفوق في المعروف صَوب الحيا

الساري بأبراق واردعاد

في البأس يردي شافه المعتدي

بصولة كالأسد العادي

وفي الندي يجري إلي غاية

بنفس مولي العرف معتاد

يعفو عن الجاني ويعطي المني

في حالتي وعد وإيعاد

كأنّ ما يحويه من ماله

دراهم في كفّ نقّاد

مبارك الطلعة ميمونها

وماجد من نسل أمجاد

من معشر شادوا بناء العلي

كبيرهم والناشي ء الشادي

كأنّما جودهم واقف

لمبتغي الجود بمرصاد

عمت عطاياهم وإحسانهم

طلاع أغوار وأنجاد

في السلم أقمار وإن حاربوا

كانت لهم نجدة آساد

ولاؤهم من خير ما نلته

وخير ما قدّمت من زاد

إليهم سعيي وفي حبّهم

ومدحهم نصّي وإسنادي

يا آل طه أنتم عدّتي

ووصفكم بين الوري عادي



[ صفحه 51]



وشكركم دأبي وذكري لكم

همّي وتسبيحي وأورادي

ويعجب الشيعة ما قلته

فيكم ويستحلّون إيرادي

بدأتم بالفضل وارتحتم

إلي العلي والفضل للبادي

ولي أمان فيكم جمّة

تقضي بإقبالي وإسعادي

وواجب في شرع إحسانكم

أنالني الخير وإمدادي

لازال قلبي لكم مسكناً

في حالتي قرب وإبعادي [1] - أبوعليّ الطبرسيّ(رحمه الله): روي عبد الله بن عيّاش بإسناده عن أبي هاشم الجعفريّ فيه وقد اعتلّ(عليه السلام):

مادت الأرض بي وأدّت فؤادي

واعترتني موارد العرواء

حين قيل الإمام نضو عليل

قلت نفسي فدته كلّ الفداء

مرض الدين لاعتلالك واعت

لّ وغارت له نجوم السماء

عجباً أن منيت بالداء والسق

م وأنت الإمام حسم الداء

أنت آسي الأدواء في الدين و

الدنيا ومحيي الأموات والأحياء [2] .

- ابن شهر آشوب(رحمه الله): وأنشد فيه(عليه السلام) أبو بديل التميميّ:



[ صفحه 52]



أنت من هاشم بن مناف ب

ن قصيّ في سرّها المختار

في الباب والأرفع الأر

فع منهم وفي النضار النضار [3] .

- العلاّمة المجلسيّ(رحمه الله): كتاب المقتضب لابن عيّاش(رحمه الله) قال: لمحمّد بن إسماعيل بن صالح الصيمريّ(رحمه الله) قصيدة يرثي بها مولانا أبا الحسن الثالث(عليه السلام)، ويعزّي ابنه أبا محمّد(عليه السلام)، أوّلها:

الأرض خوفاً زلزلت زلزالها

وأخرجت من جزع أثقالها

إلي أن قال:

عشر نجوم أفلت في فلكها

ويطلع الله لنا أمثالها

بالحسن الهادي أبي محمّد

تدرك أشياع الهدي أمالها

وبعده من يرتجي طلوعه

يظلّ جوّاب العلا أجزالها

ذوالغيبتين الطول الحقّ التي

لايقبل الله من استطالها

يا حجج الرحمان إحدي عشرة

آلت بثاني عشرها مآلها [4] .

- العلاّمة المجلسيّ(رحمه الله): كتاب المقتضب لأحمد بن محمّد بن عيّاش، عن عبد المنعم بن النعمان العباديّ قال: أنشدني الحسن بن مسلم: أنّ أباالغوث المنبجيّ شاعر آل محمّد(عليهم السلام) أنشده بعسكر سرّ من رأي قال الحسن: واسم أبي الغوث أسلم بن محرز، من أهل منبج، وكان البُحتريّ يمدح الملوك، وهذا يمدح آل محمد(عليهم السلام)، وكان البحتريّ أبو عباد ينشد هذه القصيدة لأبي الغوث:



[ صفحه 53]



ولهت إلي رؤياكم وله الصادي

يذاد عن الورد الروّي بذوّاد

محلّي عن الورد الذيذ مساغه

إذا طاف ورّاد به بعد ورّاد

فأعلمت فيكم كلّ هوجاء جسرة

ذمول السري يقتاد في كلّ مقتاد

أجوب بها بيد الفلا وتجوب بي

إليك وما لي غير ذكرك من زاد

فلمّا تراءت سرّ من رأي تجشّمت

إليك فعوم الماء في مفعم الوادي

فآدت إليّ تشتكي ألم السري

فقلت اقصري، فالعزم ليس بميّاد

إذا ما بلغت الصادقين بني الرضا

فحسبك من هاد يشير إلي هاد

مقاويل إن قالوا بها ليل إن دعوا

وفات بميعاد كفاة بمرتاد

إذا أوعدوا أعفوا، وإن وعدوا وفوا

فهم أهل فضل عند وعد وإيعاد

كرام إذا ما أنفقوا المال أنفدوا

وليس لعلم أنفقوه من انفاد

ينابيع علم الله أطواد دينه

فهل من نفاد إن علمت لأطواد



[ صفحه 54]



نجوم متي نجم خبا مثله بدا

فصلّي علي الخابي المهيمن والبادي

عباد لمولاهم موالي عباده

شهود عليهم يوم حشر وإشهاد

هم حجج الله إثنتا عشرة متي

عددت فثاني عشرهم خلف الهادي

بميلاده الأنباء جاءت شهيرة

فأعظم بمولود وأكرم بميلاد [5] .

- الحرّ العامليّ(رحمه الله): الشيخ بهاء الدين العامليّ(رحمه الله):

في يثرب والغريّ والزوراء

في طوس وكربلاء وسامرّاء

لي أربعة وعشرة هم ثقتي

في الحشر وهم حصني من أعدائي [6] .

- السيّد العبّاس المكّيّ الحسينيّ(رحمه الله): ذكر بعض فضائله (أي الهادي(عليه السلام)) ومعجزاته، الشيخ العالم، العلّامة القدوة الفهّامة، الشيخ محمد بن الحسن الحرّ(رحمه الله) في ديوانه في أُرجوزة طويلة اختصرنا منها قوله:

بعد أبيه كان حلّ مدفنه

بعد ثلاث وثلاثين سنة



[ صفحه 55]



في هذه المدّة كان قاما

بالأمر بعده لنا إماما

بسمّ متوكّل قد قتلا

راح شهيداً مستضاماً مبتلي

أولاده الحسين بعد الحسن

محمّد وجعفر ذوالفتن

وابنته عائشة بنيه

من قد عرفت الكامل النبيه

وأُمّه جارية سريّة

ثمامة كريمة سريّة

كنيته كما رووا أبو الحسن

فاسم وكنية كلاهما حسن

ألقابه الهادي التقيّ الناصح

القانع الفتّاح نقل واضح

العالم الأمين والفقيه

وطيّب يعرفه الفقيه

ومرتضي متوكّل والنصّ

دلّ علي فضل به يختصّ

تواتراً والمعجزات تؤثر

دلّت علي إمامة لاتنكر

أخبر بالغيوب غير مرّة

كان لجبهة الكمال غرّة



[ صفحه 56]



كنقله في الحال موت الواثق

وملك جعفر لشخص واثق

أخبر شخصاً أنّه سيوثق

فكان ثمّ إنّه سيطلق

أخبر قوماً بحضور الموت في

وقت معيّن فكان فاعرف

وكم وكم قد أرسل الأكفانا

فكان من موتهم ما كانا

وكم دعا علي عدوّ فهلك

وكان قد عزّ وبزّ وملك

وداخل خان الصعاليك علي

صورة منكر لما قد فعلا

أراه روضات وجنّات بها

أنهار ماء عجب فانتبها

في عسكر المكرم مات الوالد

فأخبر الأهلين ذاك الماجد

في ذلك اليوم بيثرب وقد

حكي فعال جعفر حين ولد

إنّ كثيراً سيضلّون به

وكم لقد أوضح عن مشتبه

وكم أجاب سائلاًمن قبل ما

سأله عن مشكل قد أبهما



[ صفحه 57]



وكم لقد نبّأ إنساناً بما

أضمره فراح عنه معجبا

وكم شفا المريض بالدعاء

فقد حبا القلوب بالشفاء

وأخذه في الصيف أسباب المطر

مسافراً أعجب ما منه ظهر

فجاءهم في الصيف غيث هاطل

وبرد مثل الصخور وابل

فصحبه قد سلموا إذ نقلوا

وكلّ من سواهم قد قتلوا

وأخبر القوم بما كان السبب

حتّي قضوا من ذاك أعجب العجب

مات ثمانون من الأعداء

ودفن الجميع في البيداء

مصداق ما قال الإمام الطهر

في كلّ بقعة تكون قبر

وما جري له مع النصرانيّ

من أوضح الإعجاز والبرهان

أظهر ما كان وما يكون

مكرّراً فحارت الظنون

رأي الإمام صوراً منقوشة

في فرش في مجلس مفروشة



[ صفحه 58]



وكان من ذلك صورة الأسد

وثمّ هنديّ علي القول الأسد

مشعبذ محاول أن يخجله

فضحك الحضّار ممّا فعله

فأمر الإمام ذاك الأسدا

بأكله فقام حيّاً واعتدي

فأكل المشعبذ الهنديّا

لمّا رأي فعاله الرديّا

فدهشوا ودهش الخليفة

ولم يروا آثار تلك الجيفة

وهابه الأطيار حتّي سكتت

من بعد ما قد نطقت وصوّتت

أري الخليفة الجليل عسكره

في الخافقين بصفات منكره

وكلّهم كانوا من الملائكة

في صورة الخلائق المباركة

فأنكر الخليفة الذي يري

وخاف من كثرتهم وذعرا

وطبع الحصاة فأعجب واسمع

وكم طوي الأرض فأين من يعي

وفي إجابة الدعاء منه

معجزة كم نقلوها عنه



[ صفحه 59]



ورفع الريح له الأستارا

فحار من شاهدها وخارا

ذلّت له السباع لمّا نزلا

يوماً إليهاوبكت تذلّلاً

كتابه الكتاب في الظلماء

وختمه من أعجب الأشياء

وأخرج الفواكه العجيبة

من حائط وأنّها غريبة

وارتفع الإمام في الهواء

وعاد بغرائب السماء

أخرج من تحت التراب برّاً

لقوت قوم يشتكون الضراء

أنبع من تحت التراب ماء

أروي به جماعة ظمّاء

لبسن في الصيف ثياباً للمطر

فنزل الغيث وكانوا في السفر

وعلمه بالألسن الكثيرة

جري من الفضائل الغزيرة

بل معجز له ونقل الجعفريّ

أعجب نقل ثابت مشتهر

سأله أن يعلم الهنديّة

مصّ حصاة مصّة قويّة



[ صفحه 60]



ثمّ رمي بها إليه فوضع

في فمه تلك الحصاة فانتفع

فعلم الألسن سبعين أتت

ثلاثة من بعدها لها تلت

أوّلها الهنديّة المطلوبة

ونال ممّا رامه مطلوبة

ولمس الحصي فصار ذهبا

فوهب العافين ما قد وهبا

وسقيه المعتزّ سمّاً يؤثر

وعلمه وفضله لا يحصر. [7] .



[ صفحه 61]




پاورقي

[1] كشف الغمّة: 2 / 400.

[2] إعلام الوري: 2 / 126. عنه البحار: 50 / 222 ح 9.

[3] المناقب: 4 / 418.

[4] البحار: 50 / 214 ضمن ح 26. إثبات الهداة: 1 / 753.

[5] البحار: 50 / 216، ح 4. إثبات الهداة:1 / 752، وفيه: ثلاثة أبيات من القصيدة.

[6] إثبات الهداة: 1 / 754.

[7] نزهة الجليس:2 / 132.