اختلف المؤرخون و أصحاب السير في يوم استشهاده عليه السلام، و الذي دس اليه السم، فقال ابن بابويه : و سمه المعتمد [1] ؛ و قال الزرندي عند ذكره تاريخ شهادته : و قيل سمه المستعين بالله و الله أعلم [2] .

و أما الفاضل الطبرسي فقال في شرحه علي الكافي : قال الصدوق : قتله المتوكل بالسم [3] .



[ صفحه 120]



و التحقيق : أنه عليه السلام استشهد في أواخر ملك المعتز كما نص عليه غير واحد من المؤرخين، و بما أن أمره كان يهم حاكم الوقت، و هو الذي يتولي تدبير هذه الامور كما هو الشأن، فان المعتز أمر بذلك، و يمكن أنه استعان بالمعتمد في دس السم اليه.

أما نسبته الي المستعين فغير صحيح لأنه مات في حياة الامام عليه السلام، و أما المتوكل فان له سهما وافرا في استشهاده عليه السلام حيث أنه جلبه الي سامراء و حاول قتله لكن لم يوفق و سبب معاناته من حكام زمانه الي أن أدي الي استشهاده.

و أما يوم شهادته عليه السلام فقد قال ابن طلحة في مطالب السؤول : أنه مات في جمادي الآخرة لخمس ليال بقين منه و وافقه ابن خشاب [4] ، و قال الكليني في الكافي : مضي صلوات الله عليه لأربع بقين من جمادي الآخرة [5] ؛ و وافقه المسعودي [6] .

و أما المفيد في الارشاد، و الاربلي في كشف الغمة، و الطبرسي في اعلام الوري، فقالوا : قبض عليه السلام في رجب، و لم يحددوا يومه [7] .

و قال أبوجعفر الطوسي في مصابيحه، و ابن عياش، و صاحب الدروس : انه قبض بسر من رأي يوم الأثنين ثالث رجب [8] ؛ و وافقهم الفتال النيسابوري في روضة الواعظين حيث قال : توفي عليه السلام بسر من رأي لثلاث ليال خلون نصف النهار من رجب [9] ؛ و للزرندي قول : بأنه توفي يوم الاثنين الثالث عشر من رجب [10] .

ولكن الكل متفقون علي أنه استشهد في سنة أربع و خمسين و مائتين للهجرة و علي هذا فما جاء في المناقب بأنه استشهد في آخر ملك المعتمد [11] ؛ غير معتمد، لأن المعتمد



[ صفحه 121]



ملك الأمر في سنة ست و خمسين و مائتين أي بعد شهادة الامام عليه السلام بسنتين و كان آخر ملكه سنة 279 للهجرة.